الاستاذ راشد ..بقلم لينا صياغة
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/
تقاعد الاستاذ راشد منذ اكثر من عشر سنوات ، كان يجلس لساعات بمفرده يراقب أهل بلدته و أحوالهم كافة الاجتماعية والاقتصادية والتربوية ويردد جملة يا حق أين أنت؟ ذهب إلى مختار البلدة و طلب منه أن يدعو أهاليها لإجتماع ودّي في الساحة الكبرى وأن يصطحبوا أولادهم معهم بد ءً من عمر خمس سنوات ، و في اليوم المنشود ذهبوا إلى الساحة للقاء الاستاذ راشد الذي يحترمه كل محترم .
وقف مرحبا بالجميع و طلب أن يجيبوا على أسئلته.
كان السؤال الأول للجميع هل أنتم اسياد أنفسكم ولكم الإرادة والعزم في فصل أموركم بأخذ القرارات الصائبة ؟ ثم طلب من يوسف وأمين وإسماعيل وتوفيق وعدنان الوقوف واسألهم ثانية كيف تمنعون اولادكم من الذهاب إلى المدرسة؟ وتقولون بأن العلم غير مجد وغير نافع ؟ بأنهم أصبحوا يعرفون القراءة و الكتابة وهذا يكفيهم !وهل العلم مقتصر على معرفة القراءة والكتابه اما كيفية الفهم والتحليل ؟ كيف يمكننا أن نصقل انفسنا و نتطوّر و نرتقي للأفضل ونبني أسراً ومجتمعاً وأوطاناً دون المالكين و العلماء؟ و هل هذا يرضي الله؟.
الخالق سبحانه هو المعلم الأول لانبيائه الصالحين الذين بدورهم علمونا ووضعوا علوم الكون جامعة من الفيزياء و الكيمياء والرياضيات و الفلك و الحروف و الألوان و الموسيقى …
فالعلماء و المتعلمين هم أحب و أقرب الخلق للخالق وهم خليفته على الأرض .كيف تقضون على مستقبل أبنائكم وتضعونهم في طريق الجهل والظلام والضلال ألم تعلموا أن العلم نور والجهل ظلام ؟ ومن هو النور ؟! إنه الله المبدع سبحانه .!
ثم طلب من السيد راضي الوقوف وسأله : ” كيف تحرم زوجتك و بناتك من الخروج من البيت لمجرد أنهن نساء هل النسوة مخلوقات ناقصة ؟ النساء المتعلمات هنّ ملح الأرض والناقص من يدّعي أنهن ناقصات ألم تنجبك وترعاك إمرأة ؟! و كيف تمنعهن من قيادة السيارة ؟ ألم تكن المرأة تمتطي حصاناً و تقود عربة سابقاً لأنها وسيلة النقل لذلك العصر.؟!
علينا أن نعلم بأن المرأة يبدأ تعليمها قبل عشرين سنة من أمومتها لتكون أماً صالحة ؟ كما قال نابليون .!
وإعلموا أن الرجل السيئ الطالح حملته أما ًغير واعية لحقيقة و جودها وقلبها منطفئ ثم تابع : أبناء بلدتي الكرام ليست التكنولوجيا و العلم سبب إنحدارنا إنما الانحدارفي عقولنا. و كيفية فهمنا و تطبيقنا و إستخدامنا لهما .
علينا محاربة الشيطان داخلنا والتغلب عليه عندها يمكننا أخذ القرارات الصائبة ونصبح أحراراً .
ثم سأله أحد أبناء البلدة السيد علي :” هل ترانا سجناء يا أستاذ راشد ؟
أجابه : نعم نحن سجناء للجهل ولأنفسنا والسبيل الوحيد لخلاصنا هو العلم والأفعال الصالحة و تقديرنا للعلم و العلماء .
ثم انهى. إجتماعه بجملة مفيدة هذا هو طريق الحق لكل نفس فينا فلنكن من أهله يا أحبائي. و يا أخواني، أبناء بلدتي الكرام .
لينا صياغة