لوحة ( امرأة تحتضر ) للفنان العالمي بابلو بيكاسو
لوحة ( امرأة تحتضر ) للفنان العالمي بابلو بيكاسو
لوحة من روائع بيكاسو الواقعية ، حيث التزم في مرحلة من مراحل نموه الفنية بالفن الواقعي حيث التسجيل الأمين للواقع دون حذف او اضافة الا ما يقتضيه العمل الفني ، و من لوحات هذه المرحلة هذه اللوحة المميزة لبيكاسو .. في اللوحة نري سيدة في منتصف العمر في حالة احتضار ، و بجوارها الطبيب ممسكا بيدها اليسرى القريبة من نبض القلب محاولا حساب نبضها و مدى خرقه للمعدل الطبيعي في محاولة للاطمئنان عليها ، لكنه يبدو في حالة قريبة من اليأس من تحسن حالتها و هذا اليأس يبدو واضحا من خلال وجومه و حزنه و اختفاء عينيه بين حواجبه تماما بسبب التقطيبة الواضحة علي وجهه
و في الناحية الاخرى تقف الراهبة خادمة الكنيسة بملابسها الكهنوتية الرسمية حاملة الطفل ..ابن المرأة التي تحتضر محاولة تخفيف آلامه بفقد امه الوشيك وتخفيف آلامها هي الاخري خوفا علي مستقبل هذا الرضيع ووقوف الراهبة في هذا الموقف يوضح لنا بعض طقوس و معتقدات المسيحيين عند موافاة الأجل و اقتراب موعد الموت بينما نري طفل المرأة المريضة علي ذراع الراهبة يراقب الموقف في حالة رهبه و تعجب من الغرباء في بيتهم و استغراب لاقتراب امه من الموت الذي لا يفهم عنه اي شيء
الغرفة التي تحوي هذا المشهد بسيطة وواضح انها لأسرة فقيرة تماما حيث الطلاءات الحائطية لا لمعان فيها وضربات الفرشاة علي الحوائط كانت اقرب الى اللطش منهاالى التلوين حيث كان الإهمال في تلوينها و تنميقهاذو دلالة على المستوى الاقتصادي لأهل الغرفة. وكذلك شباك الغرفة الوحيد و الذي نزلت من أسفله بعض خيوط الوساخات المتجمعة على حوافه قبل سقوط المطر كحال بيوت الفقراء في فصل المطر في كل مكان
فقر آخر في الغرفة هو فقر الإكسسوارات التي تزين الحوائط . الوان اللوحة كانت معبرة تماما عن موضوعها ، من حيث اختيار ألوان باهته للدلالة علي حياة بائسة يعيشها افراد هذه الغرفة او هي حياة في طريقها الي الزوال ،فألوان الحائط و السرير و ملابس المرأة و الطفل تقترب من بعضها بشدة و الوان ملابس الطبيب و الراهبة و الدولاب ايضا و كذلك الوان الشباك و اللوحة الحائطية و الأرضيات كلها بلون آخر ..
اللوحة عن جدارة تعتبر من اللوحات النادرة التي عبرت عن مشاكل الفقراء و همومهم و لحظات حياتهم الحرجة التي يتسبب فيها الفقر .
