في ذِكرى التَّأسيسِ…أنطون سعاده، لم نَجِدْ أَصْدَقَ مِنْ كلِمتِكَ، ولا سَيفاً أمضى منْ سَيفِكَ! بقلم جهاد الشوفي
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم:
…في ذِكرى التَّأسيسِ!!!
….أنطون سعاده، لم نَجِدْ أَصْدَقَ مِنْ كلِمتِكَ، ولا سَيفاً أمضى منْ سَيفِكَ!
…فَلِماذا نأكلُ بَعضُنا بَعضَاً!!
…تَجمَعنا بِسعاده، صِلةُ رَحمٍ فكريّةٍ وعَقَدِيَّةٍ،ارتَضينا بِها ـ نحنُ القوميينَ ـ منذُ القسمِ المُعادِلِ تماماً لولادتِنا الثَّانيةٍ ، بلْ ، هو تفوَّقٌ نوعِيٌّ على الولادةِ الأولى، بحيثُ ثبّتنا إنتماءَنا إلى أمَّةٍ مُقاتلةٍ وحيَّةٍ ومبدِعةٍ!!
…إستطاعَ “سعاده” بِفكرِهِ الثَّاقبِ أنْ يَنقُلَنا إلى “الحيويّةِ”، فَتصالحنَا معَ الحياةِ ، بانْ زالتِ الغشاوةُ عن عُيونِنا، واقتحمنا الحياةِ بكلِّ ما تعني منْ عزَّةٍ، وتأييدٍ للعدلِ والحقَّ والحُريّةِ…
…فماذا فعلنَا لسعاده؟ وكيفَ أجابَ عليهِ كثيرونَ؟فهو أرادَ لنا ـ نحنُ السُّوريينَ ـ أنْ نَعتمِد على أفعالِنا لا أقوالِنا، وأنْ نقضيَ على مُنازعتِنا بِإتِحادِنا، فهل فعلنا هذا؟؟
…العَقيدةُ القوميّةُ الإجتماعِيّةُ ،هي خلاصُنا منْ حالاتِ البلبلةِ والفوضى، إلى الوضوحِ واليقينِ، فَلماذا انصرفَ الكثيرونَ مِنَّا، إلى وسائِل لا تُبَرِّرُ إلاَّ غاياتٍ في نفسِ يَعقوبَ،أو إلى حلولٍ آنيّةٍ أغلبُها مشوّهٌ ، فنقلوا أمراضَ سوانا إلى جِسمِنا،وحَشرونا في زوارِيبِ الآخرينَ، وفي نفقِ غاياتِهم، لا غاياتِنا، وأهدافِهم لا أهدافنا، فسقطنا جَميعاً في فخِّ امتحانِ العقيدةِ والقيم ، بَعضُنا عن ْ سابِقِ تصوّرٍ وتصميمٍ، وآخرونَ عن جهلٍ وسوءِ تقديرٍ!!
…إذا كانَ الحزبُ السُّورِيُّ القوميُّ الإجتماعِيُّ هو مِصباحُ الأملِ في سماءِ هذهِ الأمةِ، فماذا بقيَ لنا منهُ كي نستهدِيَ بنورِهِ؟أرادَ سعاده لنا حِزباً يُطوِّرُ نفسَهُ بنفسِهِ،من خلالِ التَّعبيرِ المؤسساتي السَّليم! فلِماذا اندفَعنا إلى هذا “الإرتيابِ” العظيمِ؟فأقحمنَا السِّياسةَ في جوهرِ العقيدةِ، وسحقنا نظرتنا الواضِحةَ إلى الحياةِ والكونِ والفنِّ، وانصرفنَا من ” حزبٍ” إلى “أحزابٍ”، وغضّينا النَّظرَ “عن مقولةِ سعاده:بانَّ الخطّة مهما كانت مُبدِعةً وعظيمةً لا يُمكنُ أنْ تنجَحَ ما لم تؤازِرْها الأخلاق”!!
…لِماذا يُجعِّدُنا الطِّينُ، وأمَامنَا متسَعُ في المرجِ الأخضرِ،لِماذا ننسَحبُ من قضايا شَعبِنا؟ونتجاهل قضايا مصيريةً وخانقةً تُحيطُ بِهِ !إنَّ خِطاباتِنا مهما كانتْ أنيقةً ولبقةً ، واحتفالاتنَا لن تصلَ إلى “أهلِنا” ما نشارِكهم أزمَّةَ الغلاءِ ، والكهرباءِ ، والمحروقات وغيرها، فهل كُنَّا في موقِعِ الحدثِ؟؟؟ ،…إنَّ قضايا الأمّةِ في أيِّ كيانٍ من كياناتِها، تختلِفُ كثيراً منْ حيثُ معناها وطريقةُ التَّعاملِ معها عمَّا تعنيهِ للآخرينَ، فهل ارتقينا إلى هذا وبحثنَا عن” حلولِنا”، بعيدَاً عن تصوّراتِ الآخرينَ!!أمْ أنَّنا قبِلنا أنْ نتكوَّمَ أمَامَ هولِ هذهِ العاصِفةِ!!
…أمَامَ مشهدِ هذا التَّصدُّعِ وهذا الصَّمتِ، فإنَّ أيَّ قراءةٍ لهذا الأمرِبعيدَاً عنِ الموضوعيّةِ” هو اغترابُ في لُججِ الفراغِ، وليتنا نستطيعُ أنْ نُطمئَنَ سعاده حينَ قالَ:”أنا أَموتُ أمَّا حزبيَ فباقٍ”!فهل بقي حِزبُهُ حزِباً واحداً، أمْ أنَّ اختلالاتٍ واضِحةً قد دَهمتهُ ، في نواحٍ عديدةٍ!!!
…إنَّ بلادَنا أمامَ مخاضٍ مُرٍّ وعسيرٍ، فإنْ لم ننبرِ نحنُ القوميينَ لها، فإننَا نُلقي بها في التَّهلكةِ، والموتِ…لنا في مناضلي هذا الحزبِ عِبرةٌ ، وفي “المنتمينَ والمؤمنينَ بعقيدةِ سعادة والتّي ما زالت راسِخةً في وجدانٍ الكثيرينَ منَ القوميينَ على مساحةِ هذا الكوكبِ/ ولنا في أسرانا وجرحانا، نبراساً نهتدي بِهِ كلَّما ادّلهم الزَّمنُ منْ حولِنا ،ولنا من شُهدائِنا مناراتُِ العزِّ والكرامةِ “دستوراً نقتنيهِ في صدورِنا، فهذهِ النَّهضةُ الّتي أنجبت”أبطالاً” رجالاً ونساءً لا زالت قادرةً على الإنجابِ والعطاءِ، وما علينا سوى تأطيرِ أهدفَنا بشفافية وصدقٍ بما تُمليهِ علينا عقيدتنا وفكرنا، عندها سنجِدُ أنَّ ضوءاً ساطعاً قد بُهِتتْ بِهِ الأرضُ وزالَ النَّفق!!
ناظر الإذاعة في منفذيّة حاصبيا ـ جهاد الشّوفي.