حربٌ على الأبواب في لبنان

صدى وادي التيم-لبنانيات/

تابعتُ في الأمس ما حصل في حلقة برنامج “صار الوقت” وبعدها، وما حصل في حلقة الأحد الماضي. وأتابع، يوميّاً، ما يُكتب على مواقع التواصل الاجتماعي. كأنّ الحرب على الأبواب.

لو قُدّر لمن يصرخ في الاستديو مدافعاً، بغباءٍ شديد وأعمى عن زعيمه، أن يُسلَّح لكان أطلق النار على الجهة المقابلة من الاستديو. شبّانٌ وشابّات يكرّرون ما يُقال لهم. يعيشون في الماضي، في الحرب، في الحقد. لا يقبل أيٌّ منهم رأياً آخر. لا يجيدون النقاش بهدوءٍ وحكمة. لا يمدّون يداً لمصافحة، بل يضعون أيديهم على خاصرتهم كأنّهم يتفقّدون مسدساً أو سكّيناً.
أما زعيمهم المجرم فيحقنهم ويرسلهم ليفجّروا حقدهم داخل المجتمع، تماماً كما يرسل زعماء التنظيمات الإرهابيّة المخبولين ليفجّروا أنفسهم وسط الأبرياء.
يتدحرج البلد نحو الهاوية، بعملته واقتصاده وخصوصاً بقيمه. السياسيّون، الذين يتعبّد لهم جمهورهم الغبي، يتحمّلون المسؤوليّة، وقد كتبنا، منذ أشهر، عن التخطيط لدفع البلد عمداً نحو الشغور الرئاسي والتعطيل الحكومي ثمّ اختلاق الفوضى، وخصوصاً في الشارع المسيحي.
ولا نتّهم هنا فريقاً واحداً بما يحصل، ولو أنّ مشهد الأمس كان بطله التيّار الوطني الحر وحرسه المتوتّر، كأنّنا دوماً على جبهة. الجمهور الحزبي متحمّس في هذه الأيّام زيادةً عن اللزوم، ومنسوب الكلام الطائفي ارتفع كثيراً، والشتم “ماشي” وقلّة الأخلاق تشمل الأحزاب كلّها…
فبعض جمهور “القوات” يسخر من عمر الرئيس ميشال عون، وبعض جمهور “التيّار” يسخر من خضوع رئيس “القوات” لعمليّة في عينه. جمهورٌ مريض، حاقد، لاعن، تافه، ومع ذلك يدافع عن المسيحيّة. لستم مسيحيّين بشيء أو بصفة أو بسلوك. أنتم أغبياء وعبيد زعمائكم. تعبدون ربّين وأكثر.

لقد تسبّب زعماؤكم بخراب البلد، وبسببهم ضاع جنى عمرنا، وهاجر منّا من هاجر، ومات من مات في انفجارٍ لم نعرف بعد من المسؤول عنه، وقد لا نعرف. وأنتم “يا لحّيسة قفا الزعماء” تركضون وراءهم وتهتفون لهم، كالحمقى، “بالدم بالروح”.
ضحّوا بدمكم وأرواحكم، فقد اعتدتم على ذلك حرباً وسلماً، ولكنّنا لسنا على استعداد لذرف نقطة من دمنا من أجل زعيمٍ أو حزبٍ أو قائدٍ مجنون.
لنا “صار الوقت” للحوار والنقاش وتقبّل الآخر، ولكم نسأل متى “صار العقل”؟

المصدر: داني حداد mtv

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى