ماذا تقول ساحات الجنوب في الذكرى الثالثة للثورة 17 تشرين؟!

صدى وادي التيم – لبنانيات :

في سنويتها الثالثة، يستعيد الثائرون في الجنوب. امتدادا من صيدا إلى صور والنبطية ومرجعيون – حاصبيا وبنت جبيل، انطلاقة ثورة ١٧ تشرين من العام ٢٠١٩، التي شكلت محطة قل نظيرها، في تاريخ الحراكات الشعبية المعارضة لقوى السلطة في مختلف المناطق اللبنانية. شكلت محطة قل نظيرها في تاريخ الحراكات الشعبية المعارضة لقوى السلطة في مختلف المناطق اللبنانية طبعت هذه الثورة_ الانتفاضة ،

في اذهان الكثير من الجنوبيين حال من التمرد العالية والانتفاض على الأمر الواقع، الذي يحكم الجنوبيين كغيرهم من اللبنانيين، منذ اكثر من ثلاثة عقود، وخلصت في نتائجها، على الرغم مما أصابها من شلل وفرقة بين مكوناتها، إلى تحقيق نتائج في صناديق الاقتراع وتسجيل خروفات في جسم الثنائي الشيعي (حركة امل و الحزب)، ما كانت لتحصل لولا الأساس، الذي كرسته الانتفاضة بالدم والعرق والمواجهات المتنقلة وتحمل اقتلاع واحراق الخيم في ( الدورات)،

وتعرض عددا لا يستهان به من المنتفضين للضرب والمضايقات . طبعت هذه الثورة_ الانتفاضة في اذهان الكثير من الجنوبيين حال من التمرد العالية والانتفاض على الأمر الواقع مع حلول الذكرى الثالثة للانتفاضة – الحراك في ساحات الجنوب ،

صار لامكنة كثيرة ، في صور والنبطية وصيدا وحاصبيا وسواها، رمزية مرتبطة بالانتفاضة، التي أعطاها خرق النائبين فراس حمدان والياس جرادة خصوصا (معنويات)، والشعور بأن الحراك لم يذهب سدى، بالرغم من تشرذم قوى الاعتراض في عدد من دوائر الجنوب، مضعفا شوكتها وتكاملها.

يجمع رموز من انتفاضة الساحات في صور وصيدا والنبطية ، على أن الحراك، حقق اشياء كبيرة في مقدمها كسر المحرمات السياسية، يبنى عليها في محطات مقبلة. ناصر فران انخرط الناشط الدكتور ناصر فران إلى جانب الاعضاء في منتدى صور الثقافي بحراك منطقة صور بشكل فعال.

اعتبر فران ل:جنوبية”، أن “ما حصل في ١٧ تشرين حلقة من مراحل النضال، التي ستوصل في نهاية الأمر إلى تغيير المنظومة الحاكمة، وان هذه المرحلة ساعدت في تحفيز الوعي، وعكست نفسها في الانتخابات النيابية الأخيرة بشكل كبير، لا يدعو للشك، تمثل بترشح اشخاص من صلب الانتفاضة ، وفوز العديد منهم”.

ونرى أن أداء النواب التغيريين ، الذين جاؤوا من رحم حراكات لبنان ومنها الجنوب ، بانه اداء مقبول”، مؤكدا بأن “النضال يأخذ كل فترة اشكالا مختلفة ويجب أن يستمر”.

عدرا قانصو عدرة قانصو المربية والنقابية ، لم تبارح خيمتي كفرمان والنبطية، فهما جزء من نضالاتها المطلبية منذ دراستها في المدرسة . وأكدت قانصو ل “جنوبية” ان “التغيير كان مشروع اليسار التاريخي وأصبح حلم الأجيال جيل بعد جيل، وقد ساهم الحزب الشيوعي اللبناني، الذي انتمي بكل المحطات النضالية ذات الصلة بموضوع التغيير في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والنقابي والبيئي، لا بل كان رأس الحربة في أغلب التحركات”.

وقالت”: أن انتفاضة 17تشرين 2019, كانت لحظة تاريخية لترجمة الحلم، بقيامة لبنان الحقيقي، الوطن العلماني اللا طائفي وطن العدالة الاجتماعية، وطن العيش الكريم لجميع أبنائه”. و لفتت إلى انه “:لتحقيق هذه الشعارات كانت كل التحركات بين ساحتي النبطية وكفررمان، على مدى سنة ونيف واستطعنا توحيد الساحتين على هذه الشعارات”. وأضافت”: لكننا لم ننجح لنكون مثالا لكل الساحات لانه بفعل القمع: حينا والمتاجرة بالقضية أحيانا، تحولت الانتفاضة إلى انتفاضات ، ولم يستطع الشارع أن يقود نفسه إلى تحقيق الأهداف، و”انفخت الدف وتفرق العشاق”، خصوصا بعد أن التحق بالانتفاضة مجموعات عاشت كل عمرها بالسلطة، وأرادت أن تؤمن مكانا لها بالنظام الجديد اذا ما تحقق”.

عاهد ماضي شارك عاهد ماضي في حراك صيدا ، منذ اللحظة الأولى، وقال ل “جنوبية” أن “الانتفاضة كسرت حاجز الخوف وزرعته لدى السلطة، والدليل فتحت الثورة ابوابا واسعه امام الحالمين ، بمشاركة بكتير من المحطات الإنتخابية، وان كانت النتيجة مرضية او غير مرضية ، لكنها شجعت الكثير لخوض التجارب المختلفة في ساحات العمل المطلبي” .

وأضاف: لا نستطيع الجزم باخفاق الانتفاضة، لانها كانت غير منظمه وغير موحدة، و كانت أحلامها متفرقة، نتيجة السماح بتغلغل الاحزاب فيها وركوب موجة الثورة”، متابعاً”: ان ما ساعد السلطة على ضرب الحراك، انتشار وباء كورونا ومن بعدها ارتفاع الإسعار بشكل جنوني، ما تسبب بارباك المنتفضين”.

كان الاستاذ الجامعي حاتم حلاوي واحدا من الوجوه البارزة في حراك منطقة صور ( ساحة العلم )، ثم ترشح إلى الانتخابات النيابية الأخيرة ضمن لائحة معا للتغيير، وشدد حلاوي ل”جنوبية”، الى “١٧ تشرين حاولت ان تقدم نفسها كثورة تطالب بدولة المواطنة في مقابل دويلات الطوائف، وفي مقابل هذة الفكرة الوردية، كانت أحزاب الطوائف قد دمرت ونهبت الدولة، و ربطت المواطن بها عبر فتات توزعه على بيئاتها”.

وقال ان “انتفاضة ١٧ تشرين قد خرقت جدار الخوف و كسر الهيبة و القدسية و المصداقية، و قد فعلت ذلك لتبدأ المسيرة الطويلة لإسقاط المنظومة، على أمل ان يكون البديل، هو دولة المواطن الذي ينتمي الى لبنان حصرًا. ولفت حلاوي الى انه “تم تخيير المواطن بين الفتات كرشوة انتخابية، و بين فكرة قد لا تبصر النور قبل سنوات، و معظمهم اختار فتات الآن على الدولة في الغد البعيد، و رغم ذلك اتت بعدد من النواب و عدد لا بأس به من الأصوات، خصوصًا في الجنوب حيث التهديد و التخويف و التخوين، وهناك اكثر من ٢٠ الف مواطن أعلنوا التمرد رغم علمهم بحظوظ لوائهم المعدومة، وانا اعتقد ان المنظومات تسقط مع الوقت”.

حسين سعد – جنوبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!