قوارب الموت”… عملية منظّمة بحرفية!
صدى وادي التيم-لبنانيات/
شكّلت “قوارب الموت” منحىً جديداً في الحياة السياسية اللبنانية، الأمر الذي اعتُبر منطلقاً لزعزعة بنية المجتمع اللبناني وتدميره قتلاً وتهجيراً وفرزاً ديموغرافياً، بحيث تشير المعطيات والمعلومات إلى شبكات تخريبية ومافيات تتواصل مع أطراف في الداخل والخارج، وكأن هناك عملية منظمة بحرفية لم يسبق أن مرّت في تاريخ لبنان المعاصر.
والغريب أن ذلك يكاد يكون محصوراً في الشمال من طرابلس إلى عكار، حيث حالات الفقر واليأس، ما أدّى إلى خوضهم هذه المغامرة غير المحسوبة، وهذا ما حذّر منه عضو “اللقاء الديمقراطي” مروان حماده، عندما فنّد ظروف هذا التهجير الذي يتماهى مع استحقاقات داخلية داهمة، وفي طليعتها الإنتخابات الرئاسية، وتشكيل الحكومة، فيما الناس متروكة لقدرها لتغرق في قعر البحر، وكأن هذا العهد ومحوره ينتقمون من الشعب اللبناني، ولا سيما، كما يقول حماده، من أهالي طرابلس وعكار، لأنهم حالة شعبية وطنية، كانت رافداً أساسياً في انتفاضة الإستقلال.
ويضيف حماده قائلاً، إن التاريخ يعيد نفسه مأساوياً وقتلاً وفتكاً وتدميراً وتهجيراً، من حربي التحرير والإلغاء والمدافع آنذاك، إلى يأس الناس ودفعهم إلى الغرق في شرق المتوسط، بعدما بلغ اليأس بهم إلى سلوك هذا الخيار الوحيد أمامهم، نتاج سياسة “العهد القوي”، الذي أودى بالبلد إلى الإنهيار الشامل على كافة الأصعدة، وخلفه محور هدّام خطف لبنان، وأبعده عن عمقه العربي، مشيراً إلى ملهاة جهابذة السياسة بحسابات إنتخابية رئاسية إلى جدل حكومي، فيما الناس في مكان آخر يلقون حتفهم وقدرهم في ظلّ عهدٍ بائد وحكومة لم تتمكن من القبض على “شختورة صغيرة”.
ويخلص حماده، داعياً إلى إعلان حالة طوارئ في البلد، ووقف هذا المسلسل المأساوي الذي يودي بحياة عائلات بأكملها، وتحويل كل أجهزة الدولة الأمنية والصحية والإجتماعية، والإستعانة بالأشقاء والأصدقاء لمساعدة المنكوبين وتقديم العون للمنكوبين، واتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل الحدّ من هذه الخسائر التي تدمي القلوب، فرحمة الله على الشهداء والأطفال الملائكة، ولعن الله هذه الطغمة الحاكمة، وخلفها محور الشرّ.
المصدر:”ليبانون ديبايت” – فادي عيد