رقصةُ الشمس… بقلم فرح نسيب نصر

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم /

 

يعبرُ  العمرُ خطواتِه الأولى حولَ أيام السنة

كعناقِ  أساور  الذَهبِ لمعصمِ شابٍ يافع الملمس

لم يكوِ العمرُ انحناءاته البريئةَ بعد

ولم يصبغِ التعبُ لون جلده بعد

و لم يسلكِ الدمعُ درباً فيه بعد

ترقصُ الشمسُ رقصتها الأولى

ففي النضجِ والبلوغِ  فرحٌ و سلامٌ

ترقصُ كطائرٍ ثملٍ مترنحٍ في فلكٍ يتقاسمُ أسماءَنا و كياننا

لكن الشمسَ ترقصُ رقصةَ التمجيدِ فتبارك أعوامنا  لتثمرَ فلا يقتربُ جفافُ الروحِ من صلبنا

ترقصُ على اكتافِ الرياح بغضبٍ

لنعلمَ ان حتى العقباتِ يمكنُ الرقص فوقها و تخطيها

ترقصُ مدججةً بالضباب و الغيم برهةً اخرى

لندركَ إن بعد العسرِ يسرًا و إن ما ضاقت السبلُ إلا لتفرجَ

ترقصُ برفقةِ زرقةِ السماءِ و صفاءِ الليل

لنتعلمَ أن الأحلامَ تغدو واقعاً و ليست ببعيدة

و إن النجومَ الحالمةَ ملكُ أيدينا إذا  تحدينا الخوفَ  بدلا من ستره

في رقصتها اللامتناهيةِ  دروسٌ و رسائلُ شتى

وقد تختلفُ  بإختلاف المتلقي و العقولِ و الإدراكِ

لكن المغزى و الطريقَ واحدٌ و هو التقدم

فالعمرُ هديةٌ و هدايةٌ و ذَهبٌ

كالذَهبِ يقتنيه الكثيرون ولكن قيمتَه الحقيقيةَ بجوهرِ من يرتديه قلباً و ليس قالباً

و وهجُهُ أخاذٌ بقدرِ  ما تمتلكُ ارواحُنا من نور ٍ

وصفاءٍ

نورٌ كافٍ لكي ترقصَ الشمسُ رقصتها الأولى فتحجبَ ظِلنا التائهَ …

فرح نسيب نصر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!