مـخـاوف ديـبـلـومـاسـيـة مـن “مُـغـامـرة اسرائـيـلـيـة” بـ”اغـراء” سـعـودي في لبنان

صدى وادي التيم- أمن وقضاء/

البحث مستمر عن الاسباب الكامنة وراء التصعيد السعودي تجاه لبنان.

والاسئلة لا تزال دون اجابات كافية ووافية حول سر توقيت هذا التدهور السريع في العلاقات «الباردة» اصلا عبر استغلال تصريح الاعلامي جورج قرداحي، قبل توليه مسؤولية وزراة الاعلام، عن الحرب «العبثية» في اليمن…

طبعا تحميل قرداحي مسؤولية انهيار العلاقات اللبنانية – الخليجية ظلم وتسفيه للوقائع ومحاولة «للتذاكي».

لان الاسباب اعمق بكثير، وتتجاوز الواقع اللبناني الى «لعبة» مصالح اقليمية ودولية تنعكس تداعياتها على الساحة اللبنانية، اما «بردا وسلاما» عند حلول التسويات، او «نارا» مستعرة عندما تتأزم الامور.

راهنا، يبدو ان التفاوض على «الطاولة» بين طهران والرياض احتاج الى «وقود مشتعلة» لتحريكه، واختارت السعودية لبنان ساحة لتصفية الحسابات مع الايرانيين بعد فترة طويلة نسبيا من «الحرد» والتخلي عن التدخل في بلد ربحت فيه الرياض معركة الاعلام، لكنها خسرت «الارض» بمن عليها.

بعدما اختار السعوديون معاقبة «زعيم» السنة عندما كان رئيس حكومة، وجرى اختطافه، وتمت اهانته، ليعود بعدها «مكسور الجناح» بين اقرانه دون دعم مادي او معنوي.

واليوم يفكر سعد الحريري جديا باقفال «منزل والده» سياسيا، والعزوف عن خوض معركة انتخابية خاسرة بكل المقاييس…!

وفي غياب القدرة على التأثير يبقى السؤال على ماذا يراهن السعوديون في معركتهم المفتوحة مع طهران على الساحة اللبنانية؟

خصوصا ان «القوات اللبنانية» غير قادرة على خوض مواجهة مفتوحة مع  ال ح ز ب، وطهران رفضت عملية «الابتزاز» ولم تقبل باي مقايضة على حساب ح ز ب ا ل ل ه؟

ولا يمكن بالطبع هزيمته عبر الحملات الاعلامية المدفوعة الاجر!

مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت، تتخوف من تلاقي المصالح السعودية – «الاسرائيلية» في هذه المرحلة على وقع الغضب المشترك من سياسة الرئيس جو بايدن حيال ايران وملف الشرق الاوسط.

فحليفا واشنطن يشعران انها لا تراعي مصالحهما، وتعمل وفق اجندة احادية للتخلص من «عبء» المنطقة، دون مراعاة هواجسهما المرتبطة بما يعتبرانه خطرا استراتيجيا ايرانيا يتمدد ويعمل على ملء الفراغ الاميركي.

ووفقا لتلك المصادر، لا يخفي السعوديون رغبتهم بتدفيع ايران ثمنا باهظا ردا على الخسارة المدوية في اليمن.

وهم يقومون باغراء «اسرائيل» بالقيام بالعمل «القذر» نيابة عنهم، عبر دعمهم المطلق لاستهداف ايران، او على الاقل توجيه ضربة ساحقة ل ح ز ب ا ل ل ه باعتباره «الذراع» الاقوى لطهران في المنطقة.

وهم الآن يقومون بدورهم من خلال «شيطنة» ا ل ح ز ب وتأليب الرأي العام العربي ضده، ومحاولة تعريته في الداخل من خلال تحميله مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي في لبنان.

اما الثمن فلن يكون اقل من «التطبيع» العلني للعلاقات الثنائية.

هذه المعلومات التي تنسبها تلك المصادر الى تقارير استخباراتية غربية تتحدث عن تنسيق «مريب» في هذه المرحلة بين الطرفين اللذين يحاولان «المشاغبة» على الاستراتيجية الاميركية.

تتزامن مع مؤشرات ميدانية «اسرائيلية» ترفع من مستوى التوتر.

فقد كثفت «إسرائيل» خلال الأيام القليلة الماضية من إجراء المناورات العسكرية، موحية انها تقترب من خوض حرب جديدة على إحدى الجبهتين.

فاضافة الى مناورة «علم ازرق» التي تعد الأكبر من نوعها بمشاركات «مقاتلات حربية إسرائيلية» مع أخرى من سبع بلدان، نفذ جيش الاحتلال مناورات عسكرية أخرى، كان من بينها تمرين كبير نفذ بشكل مفاجئ.

وقد نفذت «الجبهة الداخلية الإسرائيلية»، مناورة تحاكي عدة سيناريوهات، منها تعرض «إسرائيل» لرشقات صاروخية، والاستعداد لإجلاء المستوطنين في خط المواجهة من منازلهم، بمشاركة الآلاف من جنود «الجيش الإسرائيلي».

ويستغرق التمرين 5 أيام ويتعامل مع احتمال نشوب حرب في منطقة الشمال مع ح ز ب ا ل ل ه، وقصف إيراني واندلاع اضطرابات في تجمعات سكنية عربية ومدن مختلطة.

وتوالت التدريبات العسكرية المفاجئة، وكشف جيش الاحتلال مساء الثلاثاء، عن البدء بتدريبات عسكرية مكثفة في مدينة إيلات من المقرر أن تستمر على مدار أسبوعين.

فيما المح وزير الحرب بني غينتس ان «إسرائيل» ربما تقوم بعمل فردي بعيدا عن أي اتفاق يبرم بين الدول الكبرى وإيران، بشأن مشروعها النووي.

وفي هذا السياق، رفعت «اسرائيل» من اعتداءاتها، وكثفت هجماتها «السيبيرية» ضد طهران، وكذلك ضد ح ز ب ا ل ل ه في سوريا.

لكن وباعتراف الاوساط الامنية والسياسية ، فان لهذه العمليات تأثيراً استراتيجياً ضعيفاً.

وبحسب صحيفة «هارتس» فان «المعركة بين حربين في سوريا، قد تقلل من كمية السلاح المهرّب لـ ح ز ب ا ل ل ه، وتمسّ بتمركز إيران في المنطقة، لكنها لن تنهي هاتين الظاهرتين بأي شكل من الأشكال.

ولهذا فان انفعال إسرائيل يعكس إحباطها بشكل كبير بسبب ضعف تأثيرها على موقف الولايات المتحدة في المفاوضات حول الموضوع النووي»…

ولهذا فان السؤال المهم يبقى هل تخضع «اسرائيل للاغراء» السعودي، وتغامر بعملية عسكرية مباشرة لتخريب المشروع النووي الايراني؟ او تختار الهجوم على ح ز ب ا ل ل ه؟ ام يبقى كل ما يحصل مجرد «تهويل»؟

يبدو انه سؤال من «سيربح المليون»! تقول مصادر معنية بـ «الملف الاسرائيلي» في بيروت.

فالموقف شديد التعقيد، ويحتمل الكثير من الاحتمالات، لكن المقلق هذه المرة ان حساب المخاطر لدى «الاسرائيليين» والسعوديين يبدو متعادلا لجهة القيام بمغامرة او العزوف عنها.

لان ثمة اعتقاد سائد لديهما ان الكارثة الاستراتيجية واقعة لا محال اذا لم يحصل التحرك قريبا، وهو امر يستحق المخاطرة…

وهذا الامر لا يغيب عن حسابات الطرف الآخر الذي يضع ضمن حساباته دخول المنطقة في حرب نتيجة حسابات خاطئة لدى حلفاء واشنطن.

لهذا فان التهويل بوجود استعدادات عسكرية لتنفيذ هجوم جوي على مواقع إيرانية، والحديث عن رفع مستوى الجهوزية على الحدود مع لبنان وتكثيف المناورات، يقابل باستعدادات لا تقل اهمية على الجبهات الاخرى.

فعلى اقل تقدير ح ز ب ا ل ل ه في كامل جهوزية لمواجهة كافة الاحتمالات، وفي مقابل نشر «اسرائيل» امس الأربعاء، منطادا عسكريا متطورا على الحدود اللبنانية، يحتوي على منظومة لكشف التهديدات المتطورة على الحدود الشمالية.

تتحدث التقديرات الاستخبارية «الإسرائيلية» عن حصول ح ز ب ا ل ل ه على منظومة إيرانية للدفاع الجوي، ستكون احدى «مفاجآت» الحرب المقبلة ؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!