“سحب “الرضوان” غباء”.. ومصادر تكشف موعد الحسم جنوبا وتقدر نسبة خسائر ” الحزب”
دمار كبير في الجنوب، مئات المنازل المتضررة من الإعتداءات الإسرائيلية اليومية على قرانا الحدودية، من عدو علمنا أن الحل معه هو المقاومة، ولكن، الدمار ليس فقط في جنوب لبنان، بل في شمال فلسطين المحتلة. ولأول مرة في التاريخ الحديث، منذ بدء الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان، تتعرض المستوطنات الإسرائيلية لهذا الكم من الصواريخ والإستهدافات مقارنة بالدمار الذي أحدثه العدو بالمنازل اللبنانية.
وفي حين تنفذ المقاومة في لبنان جميع تهديداتها وتحذيراتها، وتقوم برد سريع وحاسم على أي تهور إسرائيلي، يبقى الموقف اللبناني الشعبي والرسمي، مؤيدا لما يحصل في الجنوب، خصوصا لناحية التزام حزب الله بقواعد اشتباك رسمها واستطاعة السيطرة عليها رغم التمادي الإسرائيلي غير مرة في استهداف الداخل اللبناني، في الزهراني والنبطية وصولا فيها الى تخوم جزين، ورد عليها الحزب على الملأ، فيما الرد على استهداف المدنيين، كان أسرع من أن يتوقعه الإسرائيلي حتى، يليه بيان من الإعلام الحربي، يؤكد الفعل ويشدد على واجب الرد بالإسم.
وعلى الرغم من أن توسع الحرب لبضعة كيلومترات يفيد المقاومة، بحسب ما أكدت مصادر عسكرية لموقعنا vdlnews، الا أنه يفتح باب نزوح جديد للبنانيين في ظل وضع اقتصادي صعب يمر به لبنان عموما والدولة اللبنانية واللبانيين خصوصا، وهذا ما يحسب له حزب الله ألف حساب، الا أنه وبحسب المصادر، لو تمادى الإسرائيلي في الإعتداءات ووسعها، فإن خيار توسيع رقعة الحرب الى عشرة كيلومترات بدلا من خمسة، سيكون حاسما لدى المقاومة، وأن توسيع الإعتداءات الإسرائيلية سيقابله توسيع رقعة الأهداف التي ستقصفها المقاومة في شمال إسرائيل حتما.
وفي إطار إمكانيات المقاومة في لبنان، شددت المصادر على أن الحرب في الجنوب منذ شهرين ونصف تقريبا، لم تجعل حزب الله يخسر واحدا بالمئة من إمكانياته، ولا من عديده ولا من عتاده، وأن الحرب التي تحضر لها الحزب منذ ما بعد حرب تموز 2006 حتى اليوم، هي حرب طويلة جدا وفي ظروف أقسى بكثير من التي تحصل اليوم جنوبا، وبالتالي، فإن إمكانات المقاومة حتى الآن لم تظهر، خصوصا أن العمل يجري ضمن حدود يراقبها العدو أربعا وعشرين ساعة في اليوم منذ عشرين عاما.
وفي سياق متصل، تشير مصادر تحدثت عبر موقعنا، بأن حزب الله نقل مجموعات من قوة الرضوان، التي تسبب رعبا للعدو ومستوطنيه، الى منطقة الجولان السوري غير المحتل، في إشارة الى أن الجبهة السورية ستشتعل بكل تأكيد فيما لو قرر العدو الإسرائيلي توسيع الحرب على لبنان، وتشير المصادر الى أن هذه القوة، ستقود الجبهة السورية مع بعض الفصائل التابعة للجمهورية العربية السورية غير الجيش، لترد على العدو كما تشاء القيادة.
وفي حديث مع مصادر ديبلوماسية خاصة، كشفت الأخيرة أن هناك أحاديث أشبه بمفاوضات أميركية إسرائيلية، باتت على مشارف الوصول الى قرار، وبحسب المعطيات، فإن الأمور ذاهبة الى الحسم خلال أسبوعين، إن كان على صعيد غزة أو جنوب لبنان، فإما يكون على شكل إيجاد مخرج للحرب في شباط المقبل، وإما الذهاب الى حرب واسعة، إسرائيلية بدعم وتأييد أميركي، وهذا ما تستبعده المصادر الديبلوماسية، التي تعتبر أن الإدارة الأميركية تحسب ألف حساب لما قد يحصل وما قد يؤثر على العالم ككل، من باب المندب بداية وحتى الإنتخابات الأميركية المقبلة، وأكثر.
وحول الحديث الإسرائيلي عن نقل قوات الرضوان من الحدود الى ما وراء نهر الليطاني، رأت المصادر أن هذا الطرح غبي جدا، وأن المتحكم في الأمور جنوبا هو “المقاومة” وليس العدو، وأن من يحق له فرض الشروط، هو المقاومة. وأكدت أن المقاومة لن تتراجع شبرا واحدا لا الى ما بعد الليطاني ولا الى ما قبله، بل ستمضي قدما وفقا لأوامر القيادة التي لا يمكن أن تتخذ أي قرار بالتراجع، لأنها الأقوى.
من هنا، من الواضح أن الأمور في لبنان ليست بخير، وأن خروج حرب الجنوب بحساباتها الحالية عن السيطرة سيؤدي الى كارثة على إسرائيل تماما كما على لبنان، بل أكثر، لأن العدو سيواجه بجبهات لم تخطر في باله، وسيلقى ردا هائلا ضخما يوجعه وربما يصيبه بالشلل، ذلك لأنه محتل، ولأنه لا هو صاحب الأرض، ولا يملك فيها شبرا.