قل للمليحة أن مادحك قد ترجل .. اخلاص القاضي
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم /
قل للمليحة، و”لربة الوجه الصبوح”، ان مادحك قد ترجل، واستحق وقت ارتداء الخمار الاسود..!
رحمة الله على صباح الدين ابو قوس “صباح فخري” الفنان العربي السوري الاستثنائي، سيد القدود الحلبية، آسر الحضور على مسارح الطرب، والفن الاصيل، رحم الله آخر عمالقة ناصية الحرف وحلاوة القول وانتزاع آه الذكريات على وقع التماهي مع لحن يلتصق بالروح ولا يفارقها..رحمة الله على من استطاع استقطاب الجماهير”السمّيعة”، التي كانت تردد بمعيته تفاصيل التفاصيل للكلمة واللحن، ليُحملوا على اجنحة الاسطورة وحكاية الحب التي لم تكتمل بعد..
عيشىة لا ( فخري فيها) جدول لا ماء فيه ! فمن مثله يغني لعشر ساعات متتالية على المسرح كاسرا رقم الصمود امام الجماهير، كان ذلك في مدينة كاراكاس الفنزولية عام 1968، ومن على شاكلته غنى بهذا الصوت النظيف، الواثق، الملتصق بمعالم الشام القديمة وحلب الشهباء، فكان العابر لحدود الابداع، الملتصق بحدود وطنه الذي سماه عضوا في مجلس شعبه ومنحه وسام الاستحقاق الدستوري، وهو الذي جسّر موهبته، ليقف امام المع النجوم العرب في التمثيل والغناء، وهو نقيب الفنانين في سوريا لاكثر من مرة، وعضو في اتحادات ولجان، طبعت خريطة الفن بثقل ورصانة وتميز.
من مثله التصق حماسة بالغناء برقص “حنجلي” ادار جسده وخطواته المدروسة برقي، وادار معه انبهار الجمهور الذي لا زال يذكر، “ربة الوجه الصبوح”، و ” خمرة الحب اسقنيها”، كعلامات فارقة في تاريخ عملاق، يعلم ان الطرب صنعة، وان الثقل صنعة، وان احترام الجماهير صنعة، لا يجيدها الا من عُجن بعشق الموسيقى العربية، وبتراب الشهباء القابعة على شموخ التاريخ العربي.
كان الثاني من أيار عام 1933 يوم ولادة اشهر الفنانين السوريين، الذين حافظوا على الموسيقى العربية، بعد ان درسوها بعمق وعشق، ووظفوها في خدمة “ربع النوتة” العربية، فصدح صوته الهدار في كل اصقاع الدنيا، وكرمة الرئيس السوري بشار الاسد، والتونسي الاسبق الحبيب بورقيبة، والراحل السلطان قابوس، فضلا عن عشرات التقديرات والاوسمة، التي استحقها عن جدارة واقتدار.
ندرك انه لم يعد بوسعك ايها الراحل الكبير، ان “تبعث جواب وتطمنا”، لكن ارثك الموسيقي الغني، سيبقى الكنز والمدرسة، و”القد المياس” والحالة التي لن تتكرر، وسيبقى كل من عاصرك واحبك، وفيا لهذا العروبي، الشرقي، “شادي الالحان” الذي سيطول مطاله، عن الشام جسدا، لكن روح موسيقاه ستبقى تشيع في الارجاء نفحات أمل ورجاء وتجدد، على مساحات الفضاء الغنائي العربي الذي اخذ على عاتقه حراسة بوابة الاصالة والرقي.
“سكابا يا دموع العين” .. الوداع…يا فخر الصباحات العربية..
وداعا..صباح فخري