القنابل العنقودية الإسرائيلية خطر داهم وخطة خمسية تنتهي أواخر سنة 2026 لازالتها كليا

صدى وادي التيم – لبنانيات /

ضع المكتب الوطني لنزع الالغام التابع للجيش، بالتعاون مع الأمم المتحدة، خطة خمسية لإزالة القنابل العنقودية الإسرائيلية المعادية من الأراضي الجنوبية تنتهي أواخر سنة 2026، بعدما تزايد اخيرا خطر تلك القنابل على المواطنين والمزارعين والرعاة وادى الى مقتل طفل سوري في عدشيت وجرح شقيقه، فضلا عن جرح راع في البياضة. وحصدت تلك القنابل على مستوى لبنان ما يقارب 914 ضحية وجرح عدد مماثل منذ 15 عاما، أي بعد انتهاء عدوان تموز 2006 على الجنوب، والذي القى خلاله جيش العدو الاسرائيلي نحو 6 ملايين قنبلة عنقودية.

وعلى رغم دور الجيش و”اليونيفيل” والجمعيات الدولية واللبنانية في التنقيب عن هذه القنابل وتنظيف الحقول، فان مساحات من الاراضي لا تزال مزروعة بهذه القنابل التي طمرتها في باطن الأرض العوامل الطبيعية من سيول الامطار والوحول فصار التنقيب عنها اصعب ويتطلب مدة أطول”.

مدير العمليات في “اجيال السلام”
لالقاء مزيد من الضوء على هذه القنابل، التقت “الوكالة الوطنية للاعلام” مدير العمليات في جمعية “أجيال السلام” محمد حسين التي تعنى بإزالة تلك القنابل في الجنوب، بعدما قدمت 7 شهداء من المنقبين والخبراء وعددا كبير من الجرحى خلال العمل في الحقول الملوثة بالقنابل.

وقال: “عند انتهاء العدوان على الجنوب كانت مساحة الأراضي الملوثة بالقنابل العنقودية 45 الف متر مربع وما يزيد، والمساحة التي نظفها الجيش والشركات من هذه القنابل بلغت 47 كيلومترا مربعا، و35 كيلومترا مربعا من الالغام، و35 كيلومترا مربعا من الذخائر غير المنفجرة. وبلغ المجموع 118 كيلومترا متربعا من اصل 149، أي 80 في المئة من القنابل والالغام والذخائر غير المنفجرة، والباقي 20%، أي 31 كيلومترا مربعا، والمساحات الخطرة المتبقية هي 13%”.

ولفت الى ان عدد “ضحايا الالغام والقنابل العنقودية في لبنان 2340 بينهم 914 حالة وفاة و1426 جريحا”. وأوضح ان ” 1450 شخصا في الجنوب والنبطية استشهدوا او أصيبوا 1450 بالقنابل العنقودية، وان عدد الشركات المعنية بنزع القنابل العنقودية كان 20 عند انتهاء العدوان وتقلص اليوم بفعل الازمة الاقتصادية الى 6 جمعيات، وهي: “أجيال السلام” لنزع الألغام والنروجية والدانماركية وفريق “ماغ” البريطانية والشركة الفرنسية وفوج الهندسة في الجيش و”اليونيفيل” وجميعها تعمل تحت اشراف المركز الوطني لنزع الألغام التابع للجيش”، لافتا الى “وجود 17 فريقا اليوم يعنى بنزع والتنقيب عن القنابل العنقودية”.

وتابع: “المركز الوطني لنزع وضع خطة خمسية، بالتعاون مع الشركات والجهات المانحة لإزالة الخطر العنقودي، تبدأ هذه السنة وتنتهي في 2026، وجمعية “أجيال السلام” أنجزت 4 ملايين و800 الف كيلو متر مربع، أزالت 13 الفا و500 قنبلة من 135 حقلا، وهذه السنة انجزنا تنظيف 87 الف متر مربع وأزلنا 500 قنبلة. ونحن نعمل على إزالة القنابل العنقودية في 6 حقول في الجنوب بدءا من حقل قرب معلم مليتا السياحي في إقليم التفاح، والحجير وطلوسة والغندورية والطيري والناقورة ودير ميماس قرب الخردلي، وغالبية المناطق الملوثة في الجنوب”.

مغربل
وقال رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في محافظة النبطية حسن مغربل ان “هناك ما يقارب الـ 600 مصاب وشهيد في منطقة النبطية وحدها نتيجة القنابل العنقودية، وأن على الحكومة اعتبار كل شهيد سقط في القنابل العنقودية الإسرائيلية بمثابة شهيد للجيش ويجب ان تنال عائلته راتبا شهريا، وان من بترت تلك القنابل احد اطرافه يجب اعتباره جريحا دائما على ان يحظى براتب لانه أصيب باعاقة دائمة، ولم يعد قادرا على اعالة عائلته”.

وشكر الجيش وكل الفرق الأجنبية والمحلية “العاملة على تخليص الجنوب من القنابل العنقودية التي تمثل الوجه الآخر للاحتلال الإسرائيلي، لا بل هي احتلال إسرائيلي مقنع مدفون في الارض، وفعلا أصاب الجيش بوضع خطة خمسية لإزالة هذا الاحتلال الإسرائيلي من باطن الأرض”.

خشمان
وقال عماد خشمان، وهو ناشط وباحث في مجال التوعية على اخطار الألغام والقنابل العنقودية ودعم ضحايا الحرب والأشخاص ذوي الإعاقة ونصرتهم: “في عدوان تموز 2006، دخل لبنان أخطر المراحل في تاريخه في الساعات الـ 72 الأخيرة من العدوان بحيث كان الإستخدام غير المسبوق عالميا في الحروب للعدو الإسرائيلي للقنابل العنقودية وإمطار قرى الجنوب وقسم من البقاع الغربي بملايين من هذه القنابل مما أدى إلى تلوث مساحات كبيرة من الأراضي في حينه بحيث تم تسجيل وتحديد ما يزيد على 1061 نقطة جغرافية في 155 قرية وبلدة تم استهدافها، مهددا حياة المدنيين القاطنين فيها وتعتبر مساحة كبيرة جدا نسبة الى مساحة لبنان”.

ولاحظ “إستمرار تراجع عمليات الإزالة وما يرافقها عادة من برامج وأنشطة توعية ومساعدة ضحايا لا يبشر بخير ويعيدنا إلى دائرة الأخطار والمعاناة مجددا، ويحبط الجهود الوطنية المبذولة في هذا الإطار، وخصوصا مع بقاء مساحات واسعة من الأراضي الملوثة والتي هي ذات طابع إقتصادي معيشي لحاجة الناس إليها في عمليات الزراعة والإنتاج الحيواني والتطوير العمراني”.

علي داود –  الوكالة الوطنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!