هيبة بظلال حب… بقلم فرح نسيب نصر
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/
- مهداة إلى روح المرحوم حسيب نصر
في حضرة الموت دمعة و ذكرى
دمعة لعيون صافية أطفأت ضوئها في احلك الظروف و ذكرى لصوت دافىء يناديه الحنين و الشوق…
تشرق أوجاعنا عندما يستيقظ طيفك في الصباح باكرًا لكنها تشرق مبللة بالدموع و الأمل فالموت حق و في الحق حياة و نجاة
لكن أكثر ما يجرَحُني اليوم في العمق أنك لن تقرأ كلماتي بعد اليوم و لن تغمرني سعادة إعجابك فيما يخط قلمي…
ليتك تعلم أن الحبر أخذ و إستباح من قلبي و عقلي الكثير لكي أكتب عنك عمي الغالي…، فأن أرثيك كان بمثابة أن أرثي نفسي و وجداني سويًا… فكيف لحبر أن يرثي كاتبه و هو على قيد الحياة و الوجود…
قلةٌ ما تجتمع الاخلاق و الثقافة و التواضع و الحضور في شخص واحد و حتى إن في القليل بركة و حب عندما يرتبط بإسمك ذلك الإسم الذي إعتدت مناداته في كل الظروف و الفصول من دون إدراك أن في العمر فصل غادر يسمى بالخريف…
لقد كنت كالذهب ما وجدت في مكان إلا لكي تزيده قيمة و بريق ، هيبة تختصر القوة و السلام معاً…
عزيز النفس في عمقه تتزين و تلمعُ الخصائل …
لقد اتعبك الدهر منذ بداية العمر لكنك كنت تواجهه بعزيمة اسدٍ لا يهتاب الصعاب و لا تثنيه الظروف ، كنت تواجهه بلباقةٍ كمعلمٍ زاهدٍ بقشور الدنيا و مظاهر الفارغين… فحبك للتواضع و إحترامك للطفل و الكبير حبب الناس بلقياك الأنيس و حضورك الأنيق كوداعك الموجع…
في النهاية لليوم و للغد و للعمر الذي لا يعد ولرحلة الحياة إن كانت قصيرة أم طويلة الأمد ستبقى في ذاكرتي دومًا…
- فرح نسيب نصر