والعبرة لمن يعتبر… بقلم ميشال جبور

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/

معيبٌ ما تشهده الساحة اللبنانية اليوم من استفزازات بين الفرقاء، معيبٌ وحرامٌ،بحق هذا الوطن الذي يرزح تحت ضغوطات هائلة والشعب على قاب قوسين من المجاعة،ألا يكفي ما تعرض ويتعرض إليه لبنان من إنهيار مالي واقتصادي فنأتي ونجره من جديد إلى ضباب الحرب الأهلية وغياهب الإقتتال في الشوارع، هل هكذا نبني وطناً؟
الوطن لا يُبنى في الشارع والحرب الأهلية ليست بحاجة إلى صواريخ، الشرارة المدمرة تبدأ من الشارع عندما تتشرذم اللغات بدل أن ينطق الجميع بلغة الوطن وإنقاذ الوطن،هذه الطريقة المؤذية والمبتذلة في التخاطب في الشارع وعلى صفحات التواصل الإجتماعي لن تقود سوى إلى المزيد من الأسى والفرقة والبعد ولن تؤدي سوى إلى الوجع والدم البريء،

فأمام هذه المشاهد كم يبدو الأمس قريباً، فإلى أين تأخذون البلد يا أحزاب لبنان فلتتحملوا مسؤولياتكم أمام التاريخ وأمام الشعب وحتى أمام قاعدتكم الشعبية التي على ما يبدو ما زالت تنجر وراء شعارات تطلقوها عندما تريدون بث الفتنة والتشنجات، البعض لم يتعلم من التاريخ ولم تتعلموا أن لبنان أكبر منكم جميعاً ويستحق منكم على الأقل الترفع عن اللغة الخشبية والتواصل ووضع الحلول.
يا من تدعون حرصكم على لبنان، نسألكم، هل ما تجترعونه في الشارع هو عفوي فعلاً أم هو وليد لحظة إقليمية وتريدون أن يدفع لبنان ثمنها كالعادة، فاتعظوا لأن لا أحد يتحمل الحرب اليوم وضريبتها أعمق وأكبر بكثير مما تظنون،فكل ما تفعلونه وإن استمر، سيجر لبنان إلى الآتون من جديد وهذه المرة سيقابلكم الفصل السابع بكل مواده وتكونون قد خسرتم جميعاً وخسرتم لبنان… والعبرة لمن يعتبر.

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى