فلاح مكفي… سلطان مخفي (5) بقلم وهبي أبو فاعور

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم /
كان وادي التيم في بداية سبعينيات القرن الماضي يفتقر للمستشفيات باستثناء مستشفى مرجعيون الحكومي كان المرضى يعالجون في مستشفى د. رمزي نبيه الشاب في صيدا الذي تعود جذور أسرته إلى بلدة حاصبيا التي كان يكن لأهلها التقدير والمساعدة، أمّا الكسور العادية الذي يتعرّض لها الناس فكان يجري معالجتها لدى أطباء شعبيين اكتسبوا خبرتهم بالإرث والفطنة والممارسة، وكان أجرهم دعاء المرضى وطلب رضا الخالق رأفةً بالناس وتعبيراً عن التبادل الودي والخدمة الطوعية للمحتاجين…
وتشاء الأقدار أن أنقل بسيارتي أحد الأطفال من الضيعة إلى عين حرشا لإجراء عملية تجبير كسر رجل لندرة وسائل النقل يومذاك… فوصلنا المنزل العيادة واستقبلنا صاحب الدار بالود والترحاب والإبتسامة وأجرى المطلوب بمساعدةٍ من أسرته وأبنائه، إنّه المرحوم الطيب الذكر أبو حسيب توفيق أبو عسلي رحمه الله مقدّماً مستلزمات التجبير من الشاش والقماش والخشب مستلهماً رضى الله ومتسائلاً عن أصدقاء له في بلدتنا…
شكرناه على خدمته واستقباله وهممنا بالإنصراف فأبى ذلك إلا بعد الممالحة (تناول الطعام) فاعتذرنا لقرب ضيعتنا التي لا تتعدى الـ 15 كلم بالسيارة ولعدم الحاجة ولضرورة زيارة أحد الأقرباء في البلدة فرفض أعذارنا وأصر على تناول الطعام للمباركة والألفة. وفي دقائق الحوار الضاحك كانت السفرة قد مدّت على طبق قش حاويةً أطايب الطيبين وأشهى ما تطلبه النفس، وحصلت الممالحة وكان الدعاء بدوام الصحة والمحبة والأخوة وعز الفلاحين.
فإلى تلك الكوفية البيضاء والعقال العربي كل التحيات وإلى روحه الطيبة المعطاء الرحمة والرضوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى