تعرّفوا على “الزبائن الدّفيعة” في زمن الانهيار
صدى وادي التيم – لبنانيات/
كأحجار الدومينو تتهاوى القطاعات، الواحد تلو الآخر، في بلد يتدحرج نحو المجهول فيما الجميع يقف متفرجا. اليأس تراه في عيون كل من تلتقيهم، وتشتمّه في المحال الفارغة من زبائنها، وتلمسه في تلك التي أقفلت أبوابها بعدما باتت الرزقة مفقودة.
بات هاجس اللبنانيين الأول تخزين الطعام والدواء، وسط ضبابية المرحلة المقبلة، والتخوف من اختفاء مواد أساسية أو ارتفاع أسعارها بشكل خيالي، لتصبح الملابس والاحذية، كماليات، لا بل ترفا بالنسبة لكثيرين، وما المحال الخالية من روادها إلا دليلا على الواقع الكارثي الذي أصاب هذا القطاع.
إلا أن تجارا كثيرين يتحدثون عن ظاهرة جديدة باتت لافتةة في الآونة الاخيرة، حيث أن العاملات الأجنبيات بتن زبائن أساسيات، والاعتماد الأساسي عليهنّ.
يعمل أبو طوني، بائعا متجوّلا منذ أكثر من 30 عاما، وهو لم يشهد طوال تلك السنوات، ظروفا أسوأ من التي نعيشها اليوم، حيث أن البضاعة التي يشتريها باتت باهظة جدا، لأنه يشتريها بالدولار، وبالتالي بات مجبرا على رفع أسعاره، الأمر الذي أدى إلى تراجع حركة البيع بنسبة كبيرة. ويقول: “السيدة التي كانت تشتري 4 كنزات بـ30 ألفا للواحدة، باتت اليوم تكتفي بواحدة فقط بعدما بات سعرها 120 ألفا”.
ويضيف: “المضحك المبكي في ما أصادفه في الآونة الأخيرة، هو تهافت العاملات الأجنبيات على شراء الملابس بنسبة هائلة، حيث أن هؤلاء يتقاضين رواتبهن بالدولار، فترى سيدة المنزل غير قادرة على شراء أكثر من قطعة أو قطعتين، فيما العاملة المنزلية لديها تتحلق مع صديقاتها حولي، يخترن ما شئن، غير عابئات بالأسعار”.
قصة أبو طوني، رواها أيضا صاحب أحد محال الأحذية، الذي وبحسب قوله، بات من النادر أن يدخل زبون إلى محله، عدا عن العاملات الأجنبيات، فالاحذية ارتفعت أسعارها بشكل كبير لأنها تستورد بالدولار، وبالتالي لا قدرة على من يتقاضى راتبه بالليرة اللبنانية على التبضع، حتى بات بالإمكان معرفة من يتقاضى راتبا بالدولار، ونعني هنا خصوصا العاملات الاجنبيات اللواتي لم يكن بمقدورهن في السابق شراء هذه الانواع من الاحذية، غير أنهن بتن اليوم “زبائن دفّيعة”، وفق قوله.
بقلم : سينتيا سركيس / MTV