ربيع الأمهات…بقلم فرح نسيب نصر
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/
ثمة قلب واحد خلق بنفحةٍ إلاهية يشبه كل القلوب لكنه ينبض بشكل مختلف و ينبض بجسدين في عروق مختلفة و أوردة متباعدة
قلب لا يحويه الجميع و لا يشبه أحد
هو قلب الأم
كقبلة الفجر و عناق الغروب لا تكتمل الأيام من دون أمهاتنا
كالشمس يقْبعنَ في عمق ظلمتنا المهجورة و لا يتركْنها من دون تلف أحزاننا
يصادقون التعب من أجل راحتنا و يعادونه لو إقترب إلينا
يدخلنَ في وجداننا و يمشينَ في أزقة الأوهام حتى تغدو أحلامنا حقيقة
يعبرن على الجروح فيطيب الجرح من حلاوة لمساتهنّ و يزول الألم حتى تغدو المرارة صبرًا و أملًا
كالصلاة يحصّنّ أرواحنا من عثرات الحياة فلا يخدشها وجع ولا يؤلمها جرح
كالغيث الذي ننتظره بعد كل يباس و صحراء لا يتوقفن عن العطاء إلى حين أن نزهر و نثمر
كأغنية مباركة يملأنَ أذان الصمت ويكسرْنَ جبروت السكون حتى يسمع العالم صوتنا
و يكسو الأمان جلدنا
و يُضيء الفرح عيوننا…
إلى كل أم وإلى كل امرأة لأن الأمومة سلوكٌ بالفطرة وتكريمٌ حتى لو لم تلد
نقول لهن
نحن سلامكنّ و سلاحكنّ في العشرين
نحن صلابتكنّ و صلبكنّ في الثلاثين
نحن شبابكنّ و ربيعكنّ في الأربعين
نحن أحلامكنّ و فخركنّ في الخمسين
و نحن عكازٌ لكن في الستين و التسعين و مدى الحياة
فرح نسيب نصر