حكامٌ… إذا ضُرب الحذاء برأسهم…بقلم ميشال جبور
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/
خطة وطنية وُضعت وبروتوكول للتلقيح ومنصة تسجيل لتلقي اللقاح بحسب تراتبية السن، وقام معظم المدجلون بتقديم أنفسهم فداء المواطنين،هذا يقول لك المواطن قبل المسؤول والنائب والوزير، وذاك يقول لك الأولوية للقطاع ذلك أو ذاك، والخطة الوطنية للتلقيح بالفعل تلحظ ذلك.
غير أن هنالك زمرة من المتاجرين بمشاعر الناس ودماء المواطنين وبأموال المودعين سارعت في جنح الظلام لإستدعاء بعضها البعض لتلقي اللقاح المخصص للمواطنين كبار السن وقبل غيرهم، ففوجئ اللبنانيون بمجموعة من نوابهم دعاة الإخلاص للوطن والمواطن يتلقحون داخل مجلس النواب بالسر إلى أن إنكشفت عوراتهم أمام الجميع على الملأ وبدأت التبريرات والردود، والبعض منهم ذهب في وقاحته إلى اعتبار نفسه لبنانياً أكثر من غيره والبعض منهم احتال بالكلام وقال أنه أخذ اللقاح على نفقته الشخصية والبعض الآخر استغبى عقول الناس قائلاً أنه أخذه من الأسبوع الماضي، فيا حسرة قلوبنا من زمرة مدجلين ومنافقين ومتاجرين بمصير الشعب اقتصادياً واجتماعياً وصحياً،وإن كانوا قد تسجلوا على المنصة أم لا، أين ذهبت وعودهم الجوفاء بأن المواطن يأتي قبلهم وفي طليعة الإستحقاق الصحي، العيوب والرذائل تكسوهم من رأسهم حتى أخمص أقدامهم.
ولكن الملفت للنظر هو مسارعة المدير الإقليمي للبنك الدولي بالتهديد بوقف تمويل شراء اللقاحات بسبب مخالفة ارتكبها بعض المعتدين على حقوق المواطن، وهنا يهمنا أن نقول للبنك الدولي وممثليه، كرامة الشعب اللبناني أكبر بكثير من أن تُهدد لأجل مخالفة شنيعة ارتكبها بعض الزعران الذين اعتادوا ليس فقط على سرقة اللقاحات بل سرقوا لبنان من أصله وماله العام وخزينته وأحلام الناس وسرقوا ثروات البلد من اليوم الذي جلسوا فيه على الكراسي.
فإن كان البنك الدولي ومن يمثله يهدد بوقف تمويل التلقيح لأجل ما ارتكبه هؤلاء الساقطون فليعلم أنه يهدد صحة كل المواطنين اللبنانيين لأجل حفنة شخصيات كرتونية لم يحكموا يوماً سوى بالمحسوبيات والصفقات والتلزيمات،وإن كان البنك الدولي مهتماً بسلامة اللبنانيين فليتدخل ويكشف لنا أين ذهبت أموال المودعين وأموال الخزينة وعندها لسنا بحاجة لمن يصرف علينا كي نتلقح فنحن كفيلون بأنفسنا، نحن شعب شبه أعزل في بلدٍ جعله حكامه أعزلاً ومكروهاً لكننا لسنا بشحاذين أو مستعطيين كي يهددنا أو يذلنا أحد، ونحن أصلاً ننظر في عين الموت يومياً وعلى مدار الساعة بسبب هؤلاء السارقين المستفحلين والوقحين الذين سرقوا اللقاحات من شعبهم.
فيا سيد ساروج كومار جاه لا تستكبر الشعب، الشعب منهك من حكامه السارقين، وهم سرقوا اللقاحات أمام أعين المجتمع الدولي وأمامك وكما نقول على عينك يا تاجر، بكل وقاحة ورعونة ودون أن يوخزهم ضميرهم،بل أوصل هذا الكلام إلى المعنيين في البنك الدولي واخبرهم حقيقة حكام ما بقي شيء يسرقونه فسرقوا لقاحات مواطنيهم بفجور ورياء ونفاق لم تشهد البشرية مثله بعد، نحن شعب خلوق ومحب ويريد الحياة ولكن بكرامة وليس عليه أن يتحمل أخطاء حكامه، وهذا المرة الشعب يقول، حكام إذا ضُرب الحذاء برأسهم…
ميشال جبور