١٤ أيلول ١٩٨٢،طُعن لبنان وما زالت بغيابك جراحنا لم تندمل …بقلم “ميشال جبور”

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/

بشير،وأحرف إسمك تكفي لتهز لبنان في كل أصقاعه،وصدقني،فخامة الرئيس ما زلنا عن كياننا بلحن صوتك برنة جمهوريتك وبدقة كلماتك التي أحيت لبنان الذي انتشلته من مخطط بائس استُعلمت فيه كل أنواع الخديعة والشرور لإيقاع لبنان في دهاليز الحروب والإحتلال المقنع،قاتلنا وضحينا وقدمنا الشهادة وانتصرنا وفي عين العاصفة أعدنا إشعال شمس دافئة ووصلنا إلى الجمهورية العادلة وأوصلنا لبنان إلى بر الأمان.أما يد الغدر فكانت تملك آخر براثن حقدها واستعملتها بالمباشر وحرمتنا الحلم،نعم فخامة الرئيس،ما زالت صورتك تُرفع إلى اليوم وكأنك في أمس قريب كنت تُرفع على الأكتاف،ما زالت تحدياتك هي تحدياتنا،ما زالت ابتسامتك ترسم فينا الإبتسامة التي تحتاجها قلوبنا للإستمرار بوطنٍ ما عاد يشبه الوطن وجمهورية ما عادت تشعر بالسيادة وتزدري بالشعب الذي بات مشرذماً وتائه في لعبة المال والإقتصاد والمعيشة والقوت،تارة بسلاح الدولار والأزمات وتارة بأسلحة أذرع مخدوعة تُنفذ أجندات غريبة عنا.
نعلم أن مشيئة الرب أقوى من كل قوة أرضية ولكن نتجرأ ونسأل الله أن تعود ولو لمدة ال٢١ يوماً كي ينتظم لبنان من جديد ويسود القانون في كل شبر من الوطن.
تعلمنا متأخرين وبعضنا لم ولن يتعلم،أن الوطن هو لنا وخيراته لنا ومن يساوم على وطنه لأية جهة هو خائن حقير ومن يتنازل عن أرضه وحقوقه سيعيش مشتتاً في وطنٍ يحاول لفظه كل يوم ولا يفهم أن لبنان الجديد كان البشير وكل ما يعنيه البشير.
لا تقلق فما زالوا حاقدين ويرمون تهم العمالة والخيانة على كل من يعارض مخططاتهم لبيع الوطن وثرواته وشرورهم مستمر في نهب الناس والدولة بعد أن إرتاحوا لغيابك ولكن،أيضاً،لا تقلق،ما زالت لفظة اسمك على شفتي أصغر الأولاد تقض مضجعهم فتأتيهم كوابيس الإنتفاضة الشعبية والثورة الحقيقية لترعبهم،ما زال رمزك يشع في نفوسنا ومهما شوهوا بصورتك وحرّفوا بالتاريخ فصورتك المحقة ومعانيها محفورة في صميم قلوبنا وصوتك صوت الرعد الوطني يصدح من أعماقنا وبغيابك أنت حاضر وكرسي الرئاسة لم تنطبق مقاساته على أي أحد غيرك ولو سرقوا خطابك ما زال الشعب على يقين أن ال١٠٤٥٢ كلم٢ كان يرسمها ويحميها إصبعك الذي يرعب الجميع ومتى رفعته كان يخط حدوداً لكل مآرب مشوهة للوطن الحق والأحق الذي دعيت إليه.
أنت الحلم الذي لا يموت والأغنية الحرة التي ننشدها وسنبقى مهما مرت الأزمان وبعدك لم يكن ولن يكون هنالك رئيس غيّر المعادلات بصموده وعنفوانه،لبنان لن يهرم بذاكرة شبابك وتسريحة شعرك ومشيتك الثابتة،وموطئ قدميك على الأرض ترتجف له العروش الهشة التي بنوها على أمجاد باطلة فيما تراقب عيوننا سقوطهم القريب واندحار الباطل الذي عمموه وانكشاف سرقاتهم ونهبهم للوطن.
أنت الرئيس الذي يعود في كل مرة يرتعد الوطن من الخوف على بقائه والقائد الذي ينثر الإلهام والروح العالية في كل مرة تعرض الشعب للأخطار،أنت حي فينا ونحن على عهدك ماضون ولكن إعلم بأننا بحاجة لصلاتك ففي غيابك كل شريف وكل كادح وكل من يناضل للإستمرار في لبنان مجروح وجروحنا منذ فقدانك لم تندمل.
ذكراك أبداً لن تموت وكلماتك على قمم الجبال تسطع كالشمس والفجر الذي انبثق من انتصارك على الشر لن يغيب.

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى