آدم سلمان الشوفي من ضمن الفريق اللبناني مخترع “Heatechs” للتدفئة والتبريد بطريقة خلّاقة.

صدى وادي التيم – ثقافة /
لطالما كان الشباب ال#لبناني مثالاً يُحتذى به للطموح وتحقيق الأحلام في المجالات كافة حول العالم، كيف لا وهو الّذي يحوّل الأزمات والصعاب إلى فرصة للإبداع، لكنّ سرعة تطور ال#تكنولوجيا عالمياً وغياب الدعم المطلوب على الصعيد المحلّي عقّد المهمة على التكنولوجيين اللبنانيين ليدفعهم إلى خارج حدود الوطن أو المجال.
وفي زمن الصعوبات المحليّة، تمكّنت مجموعة خريجي هندسة ميكاترونيكية من جامعة رفيق الحريري “RHU” في لبنان من #إختراع جهاز “Heatechs” للتدفئة والتبريد بطريقة خلّاقة.
“Heatechs” جهاز يشحن كهربائياً لمدة تراوح بين ساعة وساعتين قبل الاستعمال، ليوفّر التدفئة لمدة 6 ساعات متتالية بالاعتماد على مواد متغيّرة الحرارة، ويمكن استخدام هذا المنتج لعملية التبريد صيفاً حيث يتم وضعه في البرّاد لمدة 40 دقيقة ويعمل بفعالية لمدة ساعتين بعد ذلك.
ويأتي الجهاز بحجم 45cmx45cm وقد صمم أساساً ليُوضع أسفل ظهر المستخدم أثناء النوم، إلّا أنه فعّالاً للاستخدام في جميع الظروف التي يتأثر فيها الإنسان من درجة الحرارة الطبيعية.
نشأت فكرة المشروع أثناء محاضرة جامعية تحدثت فيها الدكتورة عن المواد المتغيّرة “Phase Change Material”، الأمر الّذي دفع  آدم  سلمان الشوفي، روان غلاييني، جواد حيدر، ورباب كوثراني إلى التفكير بما يمكن إبتكاره من هذه المواد، فكان جهاز “Heatechs”. تقدّم الطلّاب الأربعة بفكرتهم إلى مسابقة “هالت” للريادة الإجتماعية عام 2018، وتمكنوا من الفوز باستثمار بقيمة 250 ألف دولار أميركي في مشروعهم.
الفكرة أصبحت واقعاً اليوم، والجهاز بات متوافراً في السوق اللبناني حيث يُمكن طلبه من خلال موقع الشركة في تطبيق إنستغرام (Heatechs@) أو من طريق رقم الشركة في تطبيق واتساب.
ويعتقد مطوّرو الجهاز أنّه يتميز بكونه جهازاً صغيراً قابلاً للإستخدام في ظروف مختلفة، ويعتقدون أنّه فعّال جداً في مخيّمات اللاجئين حيث يمكن إستخدامه للتدفئة في الظروف التي تعيشها هذه الفئة قصرياً مع قلّة التجهيزات والمواد الأساسية للتدفئة كالمازوت والحطب.
ويقول آدم الشوفي في حديثه لـ “النّهار” إنّهم ركزوا خصيصاً على عامل السلامة حيث يوجد موقت يوقف عملية الشحن تلقائياً بعد ساعة من انطلاقها، ويستطيع المستخدم أن يعيد ضبط الجهاز ليُشحن لساعة ثانية إضافية.
وعند سؤاله عن العقبات في المجال، يجيب بأنّ غياب الدعم من الدولة للمشاريع الشبابية وضعف القطاع الصناعي اللبناني هي الأبرز، مضيفاً أنّ الشركة تواجه تحدّيات عديدة في ظلّ الأزمة الإقتصادية نظراً إلى أنّهم يوفرون منتجاً بمواد أولية تستورد بالدولار الأميركي حصراً مما رفع الكلفة التصنيعية عليهم.
ورغم قلّة الإمكانات والوضع الراهن في البلاد إلّا أنّ الشوفي قال باسم المجموعة: “عندما تملك فكرة أو مشروعاً، يجب أن تعمل بشغف، ستواجه التحديّات في كل الظروف، لكن يجب أن تكون مستعداً لتخطيها والمضي قدماً”.رسالة يوجهها شبّان طموحون إلى رفاقهم الّذين فقدوا الأمل في هذا الوطن ليتذكروا دائماً بأنّ الوقت الصعب مؤقت ويجب أن لا يؤثر على طموحاتهم.
#الشباب اللبناني أثبت مرّةً أخرى بأنّه بادرة أمل لغدٍ أفضل، لا ينتظر دعماً أو ميّسراً للأحوال، بل يعمل بكد ليشق طريقه وحده، لكنّ الطريق المعبّد سلفاً يُسهل لهم الوصول إلى العالمية على أمل أن تصل الرسالة إلى معاليهم.
إبراهيم مخزوم – النهار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!