د. وليد أبودهن : صور السيلفي دليل مرض نفسي خطير
صدى وادي التيم – طب وصحة/
انتشرت بشكل قوي ظاهرة تصوير الشخص لنفسه عبر المرأة او عبر الكاميرا الامامية ونشر الصور عبر الانترنت او فيديو عبر برامج التواصل الاجتماعي، قد يصل الحال بمصوري أنفسهم الى الوصول الى مرحلة إضطراب عقلي لا علاج له.
ظهرت كلمة سيلفي لأول مرة عام 2002 عندما صور أحد الأشخاص في أستراليا نفسه في أحد مواقع المحادثات الفوريّة، وكتب معلّقاً على صورته التي أظهرته بشكل لم يكن جميلاً كفاية، It was a selfie
والحقيقة أنّ هذه الكلمة لم تكن موجودة في أيًّ من قواميس اللغات، بل هي كلمة مُستحدثة شأنها شأن العديد من الكلمات التي بدأت تظهر مع تقدُّم التكنولوجيا، والآن هناك ملايين الاشخاص يومياً يلتقطون صوراً شخصية لأنفسهم أو مع أصدقائهم وعائلتهم، لنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
وقد أكدت الرابطة الأميركية للطب النفسي “APA” رسميا أن أخذ الصور الذاتية، أي الـSelfie، هو فعلاً “اضطراب عقلي”.
وكشفت منظمة الصحة العالمية عن أنها تنوي إعلان إدمان الإنترنت والتصوير الذاتي «السيلفي» ، ويعملون الآن على إعداد قائمة التصنيف الدولي للأمراض النفسية التي سيضاف إليها التعود على التقاط صور «السيلفي»، وعلى استخدام شبكات التواصل الاجتماعي.
وفي حال إدراج هذه الأشكال من الإدمان في قائمة التصنيف الرسمية فسوف يتم علاجها بواسطة الأدوية كوسيلة للتعويض عن عدم وجود الثقة بالنفس ولسد الفجوة في العلاقة الحميمة.
يفسّر علماء النفس هذا السلوك بأنه نوع من الفردية أو الأنانية وحبّ الذات والتفاخر بها، فملتقط السيلفي يحرص على الظهور بأفضل حال، كما يحرص الكثيرون على أن يصوّروا مقتنياتهم الباهظة الثمن من حقائب وساعات وأحذية. ويرى الاختصاصيون النفسانيون أن هذه الظاهرة مؤشر لحالة ادمان ناتجة عن تعويض النقص في محبة واعجاب الآخرين. فكلّما حصلت الصورة على اعجابات أكثر، فسّرها ملتقط السيلفي بإعجاب الآخرين به. وهي قد تفسّر بالرغبة بالأبدية وبقاء الصور المميّزة خالدة بالذكرى.
هناك 3 مستويات من الاضطراب:
١- الخفيفة: التقاط الصور لا يقل عن 3 مرات في اليوم ولكن لا يتم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعية.
٢– الحادة: التقاط الصور لا يقل عن 3 مرات في اليوم ويتم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعية.
٣- المزمنة: لا يمكن السيطرة على الرغبة في التقاط الصور الذاتية على مدار الساعة ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعية أكثر من 6 مرات في اليوم.
خطورة السيلفي
تكمن خطورة الادمان على هذه الظاهرة في اصابة المدمن بنوع من النرجسية المرضية. وفي ان يسعى ملتقط السيلفي الى التقاط صور في اوضاع غريبة وجريئة، غير آبه باحتمال تعريض نفسه للخطر. والامثلة كثيرة حول حوادث الوفاة التي تسببها صورة السيلفي.
كما حذر علماء نفس مؤخراً، من أن التقاط الكثير من صور السيلفي قد لا يكون مجرد حالة إدمان على التصوير الذاتي، بل أحد المؤشرات الاولية للاصابة باضطراب تشوّه الجسم، الذي يمكن أن يؤدي إلى عواقب نفسية قد تقود الى الاكتئاب ومحاولة ايذاء النفس بسبب عدم الشعور بالرضا عن المظهر الخارجي.
السيلفي قد يسبب النرجسية!!
هذا العشق المجنون للذات الذي بلا شك سيحول , الشخص الى شخص نرجسي متقوقع حول ذاته بشكل كبير.
اكتئاب و قلق و نرجسية وعشق مفرط للذات بشكل مرضي , كل هذا من اثار الادمان على التقاط صور السيلفي , التي اصبحت شديدة الرواج و الانتشار بين فئات الشباب والمراهقين , بل انها تحولت الى هوس لدى البعض لا معنى له على الاطلاق بعد ان اصبحت تؤثر على الشخص و طريقة تفكيره و تصرفه …
ايجابيات السيلفي
قد تكون لظاهرة السيلفي سمة ايجابية تكمن في مشاركة الكثير من المنعزلين والذين يشعرون بالوحدة بمشاعرهم وصورهم مع الآخرين. وقد يساهم السيلفي بتحسين فكرة الشخص عن شكله ومظهره فيشعر بمزيد من الرضا النفسي وحب الذات، ولكن شرط الا يتحوّل هذا الامر الى ادمان.
مشاهير مدمنين على السيلفي:
⁃ كيم كاردشيان
⁃ باريس هيلتون
⁃ الفنانة احلام
⁃ سيلينا كوميز
د. وليد أبودهن