4000 إصابة سرطانية في البقاع والحبل «ع الجرار»!

 علي سلمان –   مناطق .نت 

ليس القضاء والقدر ولا القدرة الإلهية هما من يضع أهالي البقاع، يومياً، أمام الموت المحتَّم وينشر في بيئتهم أفتك آلة قتل عمدي، بل هو التجاهل الرسمي والتعامي المقصود من قبل من فرضوا انفسهم ممثِّلين للبقاعيين نيابياً ووزارياً وقيِّمين عليهم دينياً واجتماعياً.

لم يكفِ البقاعيين معاقبتهم بالفقر والعوز وانعدام الخدمات والوظائف والاستشفاء ومختلف أسباب الحياة حتى يُعاقبوا بزرع مرض السرطان في أجسادهم الذي يحوّل شوارع البقاع إلى جنازات يومية.

أكثر من أربعة آلاف مواطن من مختلف الأعمار مصابون بأنواع السرطان المتعددة في منطقة البقاع منهم من صاروا تحت التراب وآخرون ينتظرون رمقهم الأخير.

«مناطق نت« التي حاولت أن تستصرح عدداً من الأطباء في المنطقة للوقوف على أسباب تفشي المرض بهذه الأعداد المخيفة، لم يٌوفّق بذلك كون من حاولنا مقابلتهم لم يشأوا الحديث عن هذا الموضوع، ولدى سؤالنا عن السبب جاءنا الرد بأنهم لا يريدون أن «يُزعلوا» أو يُغضبوا الجهات الحزبية «الوصية» على البقاع على اعتبار أن أي معضلة اجتماعية أو اقتصادية يعاني منها البقاعيون تثار إعلامياً، تُفسّر على أنها تحميل مسؤولية لنواب المنطقة ووزرائها. لكن مصادر طبية رسمية أكدت أن السبب الرئيسي لإنتشار المرض هو تلوّث نهر الليطاني الجاف من المياه منذ عشرين عاماً، وما يجري فيه هي مياه الصرف الصحي المحوَّلة إليه من قرى وبلدات شرقي وغربي بعلبك.

وأشارت المصادر إلى أنَّ العدد الأكبر من الإصابات يتركّز في بلدات: حوش الرافقة وتمنين التحتا بحكم مرور مجرى النهر بهما، وبرالياس وجوارها حيث العدد يصل إلى الألف والخمسمئة. وهناك مئات من الحالات لم يعرف أصحابها بإصابتهم بالمرض.

وتضيف إلى أن هذا العدد المرعب من الإصابات السرطانية تتحفظ مستشفيات المنطقة على الإعلان عنه لسببين؛ الأول لعدم كشف الإهمال الرسمي في معالجة السبب الرئيسي للمرض وهذا ما يرتّب مسؤولية على المعنيّين ويفضح الجهات التاركة البقاع وأهله يواجهون مصيرهم بأيديهم، والثاني بُغية عدم نشر الذعر والخوف لدى المواطنين الذين يتهرّبون من زيارة الطبيب رغم أوجاعهم مخافة تفاجئهم بإصابتهم بالمرض الخبيث.

وحذّرت المصادر من خطورة إبقاء مجرى الليطاني على حالته الكارثية لأنه سيفاقم حالات الموت ويتسبّب بمجزرة جماعية تطال البشر والشجر والحجر.

الجدير ذكره في هذا السياق أن آﻻف الدونمات من الأراضي الزراعية في سهل البقاع بدءاً من بلدة حوش الرافقة وصولاً إلى بحيرة القرعون تُروى مزروعاتها من مياه الصرف الصحي الصرف مباشرةً ثم تباع المحاصيل في أسواق الخضار للمواطنين.

إذن البقاع والبقاعيون على موعدٍ دائمٍ مع الموت اليومي الذي ينتظر شيوخهم ورجالهم ونساءهم وأطفالهم، فمتى سيكونون على موعدٍ مع من يعيدهم إلى خريطة الوطن ومسؤولية الدولة تجاههم؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى