وما أسوأ من السيناريو الإيطالي… السيناريو اللبناني..بقلم ميشال جبور
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/
جميعنا نذكر يوم خرج بابا الفاتيكان ليصلي من أجل شفاء العالم أجمع من وباء الكورونا، يومها كانت أوجاع الإيطاليين ودموعهم قد اكفهرت بها السماء.
جلسنا أمام شاشاتنا ولم نتعظ،وها هو شبح الموت الكورونا يسدل ستاره الأسود على وطن يحتضر هو الأخير، وباء قاتل مميت وسفاح صامت، جميعنا نرهب من وطأته لكن فئة من اللبنانيين المستهترين، بعض من الأغبياء المتحذلقين بالإشتراك مع حكومة ارتكبت جرماً بحق شعبها، فقط لأجل هز الخصور وتحت ذريعة استقطاب السياح وبضع حفنات من الدولارات، أصروا على فتح القطاع السياحي على مصراعيه،لم نرَ سياحاً ولا دولاراتهم لكن رأينا لبنانيين حمقى انفلتوا في المطاعم والنوادي الليلية والفنادق والشوارع، انبروا إلى سهرات مكتظة كل يوم لبزوغ الفجر، لم يعد هنالك شواغر في الشاليهات، لا على البحر ولا في الجبل ولا حتى في المنازل، فئة رديئة وغير مسؤولة من الشعب تلاقت مصالحها مع حكومة غير قادرة على تأمين قوت شعبها وعاجزة عن توفير فرص العيش ومكبلة امام واقع مرير وصل إليه البلد، ارتضت زرع الموت المؤجل في كل زاوية من الوطن، وها هو الموت قد استيقظ بعد العيد ليضحك بوجه أصفر، طوابير من السيارات أمام المستشفيات لإجراء إختبار الكورونا والنتيجة معروفة مسبقاً، أناس يموتون في فراشهم ولا مكان لهم في المشافي، لا أحد يشفع لهم، كم من مرة قلنا إرحموا أهلكم وأطفالكم وأولادكم والمسنين،لا حياة لمن تنادي.
وكأن مصائبنا لا تكفينا، كنا بوضع جيد نسبياً، لكن هنالك من استرخص بأرواح غيره من البشر، وحكومة لم تكترث لصحة شعبها، تُرك اللبنانيون الذين تحملوا كل تبعات ما يجري في لبنان وحجروا أنفسهم أمام الكورونا عُزَّل، إقفال عام وما زالت الطرقات مزدحمة وما زال هنالك من يقيم الأعراس وحفلات الزفاف، إنفلات وقح وحقير لبعض اللبنانيين الذين من أجلهم نعرض صحتنا وأرواحنا للخطر، إقفال عام مع استثناءات هزلية بشكلها ومضمونها مع حكومة كرّست فشلها في لحظة صحية حرجة يمر فيها العالم أجمع.ألم يكن من الأفضل لو أتخذ القرار بمنع التجول الكامل والإقفال الشامل لكي نسيطر على تفشي الكورونا؟ ألم يكن بالإمكان الإنتظار كي تبدأ عملية التلقيح على الأقل كي نبدأ بفتح القطاعات السياحية بهذا الشكل الفاضح؟ ألم يكن بالأجدر بنا أن نضبط أنفسنا في موسم الأعياد لكي يعود العيد علينا بدل أن نفقد أحباباً لنا من الكورونا؟
سنبكي، وسيزداد وجعنا مع أناس متبطرين وحكومة عارية مخزية،وما السيناريو الإيطالي إلا بنقطة في بحر ما سيجري في السيناريو اللبناني.
ميشال جبور