وفي هذه الحالة، عقوباتكم سترتد عليكم، ويبقى الرجوع عن الخطأ فضيلة بقلم ميشال جبور

 

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم/

من أقسم الولاء لخدمة وحماية وطنه ومصالح الوطن والشعب لا يمكنه أن يلقى إلا كل تقدير من الجميع، من سعى لحلحلة أكثر الملفات الوطنية والعربية والدولية تشابكاً لا يمكن إلا أن يُقابل بتحية إكبار وإجلال،

لكن على ما يبدو قررت الإدارة الأميركية في مكان ما وعبر دفعٍ ما أن تقوض آخر متنفس وطني ودولي حقيقي للبنان وشعبه.فبعد أن نزل الناس إلى الشارع بصوتٍ واحدٍ يطالبون بإحقاق الحق واسترجاع أموال الوطن المنهوبة واستعادة القرار اللبناني الحر والسيادة وبعد أن جاهرت الإدارة الأميركية عبر ممثليها على الساحة اللبنانية والخارجية بدعم حق الشعب اللبناني وقالت كلمتها بأن السياسيين اللبنانيين لا يمكنهم أن يستمروا بإدارة البلد بهذه الطريقة نجدها أخذت منعطفاً خاطئاً في انتجاعها فرض العقوبات،

صحيح أن معظم المسؤولين وتوابعهم قد نهبوا ما نهبوا مقوضين القرار السياسي والإقتصادي والمالي وأوصلوا لبنان إلى أسفل الدركات وآن الآوان لمعاقبتهم وهذا هو طلب الشعب لكن لم يُبادل الشعب يوماً اللواء  ع ب ا س ا ب ر ا ه ي م  إلا بالتقدير لأنه أثبت في زمن الشدة أنه رجل دولة على كل الأصعدة، فهو الممسك بزمام الأمور يحارب محتكري حقوق الشعب ويحيط المخيمات الفلسطينية وقضية النازحين من كل زواياها وهو صاحب اليد البيضاء في ملفات المعتقلين والأسرى والمخطوفين منذ ما قبل الأزمة السورية وإلى الآن على الصعيدين العربي والدولي والكثير من هذه الملفات تعلّق بأسرى ومخطوفين أميركيين ووصلت جميعها إلى خواتيم مشرّفة،

وقد وقف دائماً على مسافة واحدة من كل الأطراف اللبنانية والعربية والدولية والنجاح كان حليفه وأثلج صدور العديد من الأهالي في كل أصقاع العالم وقد لا نبالغ إن قلنا أن هنالك منازل كثيرة في أميركا أضاءت الشموع شاكرة له، وفي خضم ما يتعرض له لبنان من ضربات وانكسارات يبقى الشمعة التي تخفف من الظلمة التي تسود علينا في هذا الزمن العصيب.لكن أن تأتي الإدارة الأميركية بالعقوبات على اللواء ع ب ا س  ا ب ر ا ه ي م لهو تجنٍ على رجل دولة أثبت أنه ليس مرتهناً لأحد، فإن كانت تلك العقوبات هي للضغط على ا ل ح ز ب  فالعنوان خطأ واللواء أوضح أنه إبن المؤسسة العسكرية والمدير العام للأمن العام اللبناني الذي من واجباته الوقوف على مسافة واحدة من كل حزبٍ وفريق لبناني موجود على الساحة،

وإن كانت العقوبات تأتي استجابة لمطالب الشعب باستعادة الحقوق والأموال فالعنوان أيضاً خطأ فمن يتم تكريمه في أميركا على أعلى المستويات ويُحاور من قبل الصفوف الأولى في أميركا ويبدي احترامه لكل قضية تخص لبنان وأميركا ويسعى بكل قواه كما دائماً لخدمة لبنان وأصدقاء لبنان لا يُهدد بعقوبات ولا يُقوض دوره العميق بتلك الطريقة غير الدبلوماسية وغير الموضوعية.إن كانت الإدارة الأميركية وبمن يمثلها على المستويات اللبنانية والدولية يريدون مساعدة لبنان فهذه ليس الوسيلة الناجعة، لأننا لن نرضى بأن تتحول مجريات العقوبات إلى وصاية علينا ولن نقبل بأن نخضع لهكذا ضغوطات لا تصب إلا في مصلحة عكسية لإركاع البلد والتسبب في انهياره.

إن كانت لدى الإدارة الأميركية مشكلة مع ا ل ح ز ب  فلتذهب مباشرة إليه وتواجهه وإن كانت فعلاً تريد مساعدة الشعب اللبناني فلتعيد له أموال الوطن المنهوبة وسيادة الوطن وهي وبالتأكيد تعرف من أين تؤكل الكتف،أما المساس برجل نزيه ونظيف الكف بغية تنفيذ مآرب سياسية وتقويض لبنان على الساحتين العربية والدولية فهذا خط أحمر وننصحكم بتغيير هذا النهج الذي إلى الآن لم يساعد على حلحلة أي من مشاكل لبنان منذ أزمة الدولار والإقتصاد وصولاً إلى أزمة الحكومة وتشكيلها،نهجكم لم يقود سوى إلى إضافة المزيد من العقبات والصعوبات على كاهل الشعب اللبناني.نقول للإدارة الأميركية وكل ممثليها،إذهبوا للعنوان الصح واضغطوا لأجل لبنان ونحن جميعاً معكم وعلى أفضل العلاقات باقون،أما أن تهددوا وتتوعدوا رجل دولة يمثل آخر ضوء أمل يعمل لأجل الوطن لن نرضى بذلك وسنتضامن مع اللواء عباس ابراهيم الذي أكد مراراً وتكراراً أنه على رأس مؤسسة تحمي الوطن والشعب ولن يعمل إلا لأجل مصلحة الوطن ولو مهما كانت العقوبات، والرجوع عن الخطأ، فضيلة.

 

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى