الاستاذ زياد قنتيس … وداعا…..بقلم سليمى حمدان
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم /
ودعت بلدتنا الكفير نهار أمس الخميس…..إبنها البار الأستاذ زياد قنتيس…. إبن طبيب الفقراء في قضاء حاصبيا الدكتور شحاذة قنتيس…..(رحمهما الله)….
زياد قنتيس ليس مجرّد اسم عادي ويمر مرور الكرام…. بل هو من الأسماء الكبيرةةةةة الموازية لأعلى قمم الإنسانية الحقة والذين يملكون الروح المُحبة الطيبة المفعمة بالرقي والخير والجمال…….
هو رُجل العطاءات والتقديمات الكبيرة… المخفية منها والمُعلنة…حيث لم ينسَ أهل الكفير تقديمة لبناء مزار النبي شعيب غربي البلدة مبلغ عشرين ألف دولار منذ سنوات عدة….. وقدّم مبلغاً مماثلاً لتجميل الساحة العامة ومياء نبع الفوارة الذي يسقي كل أهل الكفير……. كما كان داعما للبلدة في مختلف المجالات خاصة في البلديات منذ أول بلدية بعد الحرب التي مرّ بها لبنان….. والكلام يطول……
كان وداع الأستاذ زياد في الكفير مهيبا وحزينا جدا ….أشبه بمهرجان كبير …حمل الشباب نعشه على الأكف…. مخترقين البلدة ….من الساحة العامة في وسطها إلى كنيسة البلدة في غربها…..بين أكاليل الزهور الحزينة رغم الألوان…. وجمع غفير من أهالي الكفير وحاصبيا وقراها ……تقدمهم لفيف من رجال الدين الأجلاء من مختلف الطوائف……والأحزاب السياسية… وراهبات كنيسة صيدنايا (حاصبيا) الكريمات…وسيدات الإتحاد النسائي التقدمي وجمعية تمكين المرأة والكشاف التقدمي في الكفير وبلدتي ميمس والخلوات المجاورتين ….كما كان هناك مشاركون كثر من مناطق أخرى قريبة وبعيدة على السواء…
وتبارى شعراء الكفير (صالح نوفل وسهيل صقر وطلال نجاد) على القاء القصائد الحزينة والمؤثرة… ذاكرين ومعددين فيها خصاله الحميدة وأخلاقه العالية وكرمه الحاتمي….ليصل النعش الى الكنيسة وتستقبله النساء بالزغاريد وكلمات الحزن … ويقام له قداس على راحة نفسه في كنيسة القديس مار جاورجيوس……-
حضر مشاركاً ومعزيا بالفقيد الكبير ابن بلدة الكفير البار… النائب في البرلمان اللبناني… الأستاذ فراس حمدان….. ومن الحزب التقدمي الإشتراكي وكيل داخلية حاصبيا الأستاذ سامر الكاخي ممثلا رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي الأستاذ تيمور جنبلاط…..وشخصيات أخرى كثيرةةة….
…….
يا استاذ زياد………
لقد أبكيت الجميع برحيلك…. أبكيت الكفير وأهلها كبارا وصغارا …. وحاصبيا واهلها وقراها .. وأبكيتَ كل من عرفك وسمع باسمك المضيء في كل مكان، فأنت ابن بيت كبير مفعم بالنبل الى ابعد الحدود……..
…..
رحم الله الفقيد الكبير الأستاذ زياد شحاذة قنتيس الذي لا يمكن لبلدتنا الكفير وأهلها أن ينسوه ولا لبلدة حاصبيا وقراها جمعاء… خاصة وأن والده المرحوم الدكتور شحاذة قنتيس لم يكن طبيب الكفير فقط ….بل كان طبيب المنطقة كلها….حاصبيا وقراها…… والأطباء يومها كانوا قليلين جدا، فلم يكن في المنطقة إلا الدكتور شحاذة قنتيس من بلدة الكفير والدكتور رشيد حداد من بلدة ميمس….(رحمهما الله)……
…..
رحمك الله يا أبا طارق……يا من كنت يوما رئيس الرابطة الثقافية في الكفير .. والتي أسّسها وكانوا من أعضائها على فترات متفاوتة القاضي الدكتور منيف حمدان … رئيس البلدية الأسبق الأستاذ وديع ابو رزق، الأستاذ فواز الحلبي (رحمه الله) الأستاذ سهيل الدمشقي، الشيخ يوسف نجاد (رحمه الله) …..تلك الرابطة الصرح الثقافي في تلك الفترة من الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي التي أقامت أكثر من مناسبة ثقافية وفنية، وأكثر من ندوة أدبية وأمسية شعرية بداية من الشاعر يونس الإبن إلى غيره من الأدباء والشعراء الكثر…حيث تكرّست الكفير يومها منبرا وعنواناً للثقافة والمثقفين والإنفتاح والتقدم والسير نحو الأمام … وذلك ليس غريبا ولا جديداً على الكفير، بل كان استمرارا لما فيها من مثقفين كبار سابقين وسبّاقين في أكثر من مجال.. بداية من الزعيم الوطني المناضل فارس الخوري وحفيدته الأديبة والشاعرة كوليت سهيل خوري… الى الزعيم سليم بيك نوفل، والقاضي العادل والمحامي اللامع الدكتور منيف حمدان، الأديبة الكبيرة إميلي ابي راشد نصرالله، الإعلامية الكبيرة عبلا خوري،….الصحافي الكبير راجح خوري، الدكتور نسيم خوري، اللواء عصام أبو جمرة، العميد ميلاد ابو صعب العميد ركن اسماعيل حمدان … العميد سلمان حمدان، العميد الدكتور محمد الدمشقي……بالإضافة الى من انتخبوا نوابا في قلب الولايات المتحدة الأميركية كالسناتور دجيمس ابو رزق والسناتور نيكولا ابو رحال.. كذلك رئيس ولاية (برنس إدوارد) في كندا الأستاذ جو الغز…. وهناك الكثير من والمثقفين الجدد (من دون تسمية) في بلدتنا الكفير… بلدة الثقافة والعِلم في مدرستها الرسمية العريقة…. ومكتبتها الغنية التي تحوي مئات الكتب لأدباء من لبنان والوطن العربي……
……
رحمك الله يا استاذ زياد… وتعازينا الحارة لأبنائك وعائلاتهم… مايا الحزينة في كندا، ….وكريستين الدامعة العين…. وطارق المتألم جدا ……. ففراق الأب صعب جدا…..يحرق القلب…رغم ايمانهم العميق بأن الأعمار بيد الله…..
تعازينا لشقيقك الأستاذ غسان قنتيس رجل العطاءات والتقديمات والخير بكل معنى الكلمة.. صاحب الأيادي البيضاء ليس في الكفير وحدها بل في أكثر من مكان … ففي بلدة حاصبيا كانت له مشاريع خيرٍ كثيرة .. يكاد يصعب تعدادها في هذه العجالةةةةة .. وما زالت المشاريع تنهمر كالمطر…… المشروع تلوَ الآخر… بداية من بناء مزار أو كنيسة صيدنايا المفعمة بالقداسة والطهر…والتي يزورها المحبون من كل حدب وصوب.. حتى صارت حاصبيا بالإضافة إلى ما فيها من تراث وأثارات ومنتزهات على نهر الحاصباني مقصدا للسياح من داخل لبنان وخارجه… كما بنى مزار أو كنيسة السيدة العذراء بنصبها العملاق الشامخ في بلدة كوكبا على طريق مرجعيون والمطل على جبل الشيخ وأماكن أخرى عديدة……
…….
تعازينا الحارة لشقيقك الأستاذ نعمة قنتيس وعائلته وأبتائه …..ولشقيقاتك جميعهن وعوائلهن….. السيدات ماري ومي …وميم الخير في أول الإسم…..والأستاذة ليلى وإطلالاتها الهادئة وكلماتها الخطابية الرقيقة كرنين الذهب… ومها صاحبة الواجب والتي نفتقدها كثيرا ونقول لها: سلامة قلبك يا مها…..ونرجع نشوفك بخير…نحن لا ولن ننساك… لن ننسى ذوقك ومشاركاتك لنا في أكثر من مناسبة…….
……
تعازينا للأقرباء جميعا في الكفير وخارجها..بداية من عائلة آل أبو رزق (أبناء عمتك إدمون وخليل وكرم (رحمهم الله) ويخلي عائلاتهم وأولادهم… (المعلمة مادلين أبو صعب والصديقة ماغي جميل ثابت) وصهرك الأستاذ ميشال إدمون ابو رزق…
وآل كساب (أبناء عمتك أيضاً) بداية من رئيس البلدية الأسبق الأستاذ الصديق فارس كساب وأبناؤه …والأستاذ الصديق يوسف كساب وعائلته وأبناؤه ….والأستاذ الصديق فادي كساب وعائلته وأبناؤه… ومعلمتنا الأستاذة ميمي كساب ضاهر وزوجها أستاذنا ريمون ضاهر وأبناؤهما …ومنهم الصديقة الغائبة ليلى ضاهر والصديقة رندا ضاهر ثابت والأستاذ الموصوف باللباقة بسام ضاهر وعبودي ضاعر……والسيدة هدى كساب الحاج وزوجها استاذنا المرحوم يوسف الحاج وأبناؤهما مها الحاج البسيط ، ومي الحاج، والدكتور مكرم الحاج وسمعان الحاج…
وعائلة آل أبو نصار (أبناء عمتك أيضا وأيضاً)… ومنهم الأستاذ غسان ابو نصار ورئيس بلدية الكفير الحالي الأستاذ وليد أبو نصار وعائلته وأبناؤه……
كما أقدم تعازيّ الحارة والخاصة لصديقتي الغالية مي الحاج……ولكل أصدقائك ومحبيك الكثر في الكفير وحاصبيا وقراها…..
رحمك الله مرة جديدة ومرات أخرى عديدة استاذ زياد….
نفسك بالسما .. وأسكنك الله فسيح جناته………
العواض بسلامتكنم جميعا…..
ولا أرانا الله عليكم مكروها……..
إنّا لله وإنّا اليه راجعون…..
آمين…..
…….
سليمى محمود حمدان