الشرق الأوسط…على أعتاب تحوّل جديد
صدى وادي التيم – من الصحافة العالمية
لفتت صحيفة “القبس” الكويتية الى ان منطقة الشرق الأوسط، التي تعصف بها الأزمات، على وشك تحول كبير آخر بعد انتخابات جو بايدن.
مع انتخاب جو بايدن، أصبحت منطقة الشرق الأوسط، التي تعصف بها الأزمات، على وشك تحول كبير آخر، يمكن أن يشهد اعتماد بايدن إستراتيجية أكثر تقليدية، تشمل السعي إلى جر إيران إلى طاولة المفاوضات، ولعب دور حاسم في إنهاء الحرب في ليبيا، واحتواء نفوذ تركيا المتصاعد، ومواجهة التهديدات في العراق، وحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. قد يكون التحدي الأول لبايدن في المنطقة هو إيران، فخلال حملته الانتخابية أعرب بايدن، الذي كان نائباً للرئيس باراك أوباما لدى إبرام الاتفاق النووي، عن نيته خوض «مسار موثوق به للعودة إلى الدبلوماسية» مع إيران في حال فوزه، وإمكان العودة إلى الاتفاق المعروف رسمياً باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة».
وأفادت إلهام فخرو، كبيرة محللي معهد مجموعة الأزمات الدولية لدول الخليج، بأن «ترامب فرض حملة ضغوط قصوى من العقوبات على إيران.. إدارة بايدن ستتخلى عن هذه الأمور، من خلال التراجع عن العقوبات ضد إيران والعودة إلى الاتفاق النووي».
معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية قال في تقرير: «هذه منطقة (الشرق الأوسط) يتوقع (…) أن تعيد إدارة بايدن تركيز السياسة الأميركية فيها على قضايا مثل إيران». وأضاف أن «بايدن أوضح أنه ينوي العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق مع طهران) إذا عادت إيران أيضاً إلى الامتثال الكامل، وأنه ينوي كذلك الانخراط دبلوماسياً مع طهران بشأن قضايا أخرى».
من جهته، صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية يمثّل «فرصة» لواشنطن للتعويض عن «أخطاء» عهد ترامب.
وتصدرت نتيجة الانتخابات الصفحات الأولى لغالبية الصحف الإيرانية، التي عكست موقفين متفاوتين، بين وسائل إعلام محافظة اعتبرت أن التغيير في البيت الأبيض ليس سوى تغيير في الواجهة، وأخرى إصلاحية رأت في فوز بايدن «فصلاً جديداً لأميركا».
وفي شوارع طهران، رحّب إيرانيون بخسارة ترامب، آملين في أن ينعكس ذلك تحسناً في أوضاعهم اليومية.
الملف الفلسطيني يرى خبراء أن فوز بايدن انتكاسة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الحليف القوي لترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي مع إيران عدوة إسرائيل، واعترف بالقدس عاصمة «موحدة» لإسرائيل، ثم نقل سفارة الولايات المتحدة إليها من تل أبيب في مايو 2018، وأيد السيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، وقال إن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة لا تتعارض مع القانون الدولي.
ومن المتوقع أن يتراجع بايدن عن الكثير من قرارات ترامب. وأكد الرئيس المنتخب معارضته للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية، متماشياً مع الإجماع الدولي الذي يعتبرها مخالفة للقانون الدولي.
ومع ذلك، توصف علاقات بايدن بإسرائيل بأنها عميقة وتتماشى مع سياسة أسلافه.
فهو مؤيد للدولة العبرية، وزارها عام 1973، بعد أشهر فقط من انتخابه ولأول مرة في مجلس الشيوخ الأميركي.
ويرى محللون إن إحدى الخطوات الأولى لبايدن ستكون إعادة التواصل مع الفلسطينيين الذين أغضبتهم خطوة نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالمدينة المتنازع عليها عاصمة لإسرائيل.
معضلة تركيا
مثّل فوز بايدن قلقا لأنقرة بشأن العلاقات بين البلدين، نظرا لمواقفه وتصريحاته تجاه تركيا، ورئيسها رجب طيب أردوغان، الذي وصفه بـ«المستبد».
ومن النقاط التي أغضبت بايدن في تركيا ويُرجّح اتخاذه قرارات بشأنها:
– إعادة تركيا متحف «آيا صوفيا» مسجداً – إثارة أنقرة التوتر في شرق المتوسط
– تأجيج تركيا للنزاع في القوقاز
– شراء تركيا منظومة «إس-400» من روسيا
– زيادة أنقرة للتوتر مع اليونان – دعا بايدن إلى استبعاد أنقرة من أي جهود دبلوماسية في الحرب الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان
– دعم مشروع القانون الأرميني ضد تركيا باستمرار