” صاروخ إسرائيلي” سقط بيد الحزب .. تصريح مهم من اعلام العدّو عن صاروخ ” ألماس”
صدى وادي التيم – من الصحافة العالمية /
كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تفاصيل عن الصاروخ الموجه الذي أطلقه حزب الله في اتجاه القبة التجسسية في موقع “رأس الناقورة” الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، والذي حقق إصابات ما وراء خط الرؤية. إذ أوضحت أنه الصاروخ المستخدم استُنسخ عن صاروخ إسرائيلي سقط بيد حزب الله، فهو يرتفع إلى الأعلى، يبحث عن أهداف مخفية ويطاردها.
النص منقولاً إلى اللغة العربية
في حرب أكتوبر 1973 التهديد الأكثر تقدماً على قوات المدرعات الإسرائيلية كان صاروخ الساغر. في حرب لبنان الثانية واجهت قوات الجيش الإسرائيلي صاروخ الكورنيت، صاروخ مضاد للدروع (مضاد للدبابات) الذي أصبح التهديد الأكبر من جانب حزب الله على قوات المدرعات وسلاح المشاة في الجيش الإسرائيلي. خلال الأسبوع الأخير انضم بشكل علني ورسمي صاروخ جديد مضاد للدروع – بعد أن نشر حزب الله توثيقاً لهجوم على منشأتين إستخباريتين تابعتين للجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية.
الصاروخ، من طراز ألماس 1، لديه قدرات متقدمة تتيح لمشغليه إطلاقه باتجاه الهدف، حتى عندما يكون خلف سلسلة مرتفعات أو عندما لا يكون موجوداً على خط رؤية مباشر من زاوية الرؤية الخاصة بالمُطلق. الكورنيت يمكن توجيهه بواسطة ليزر، لكن المطلق – أو مساعده، يجب أن يرى الهدف ويوجه الصاروخ إليه. في المقابل، صاروخ الألماس يمكن إطلاقه بشكل عام نحو مكان الهدف المخمّن، حتى عندما لا يكون مرئيا لدى المطلق أو مساعده. يمكن للصاروخ الإرتفاع بعد الإطلاق والإلتفاف على عوائق الرؤية. مشغّله يتابع المسار عبر كاميرا مركبة بخرطوم [بمقدمة] الصاروخ، إلى أن يشخص الهدف، وعندئذ يواصل توجيه الصاروخ حتى يحقق إصابة دقيقة.
خبير الصواريخ والمسيرات والباحث رفيع المستوى في Missile Defense Advocacy Alliance، طال عنبر، قال لـ “هآرتس” إن “هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توثيق لا لُبس فيه لإطلاق هذا الصاروخ، لكنه ليس الإطلاق الأول”. فبالتوثيق الأول الذي بثه حزب الله ظهر إطلاق صاروخ ألماس باتجاه منشأة استخبارات موجودة على سلسلة الهضاب الحدودية، شمالي شلومي. الكاميرا بخرطوم الصاروخ توثق تحليقه نحو الأعلى، وحينها تظهر القاعدة بكاملها أمام أنظار المشغل، الذي يوجه الصاروخ مباشرة نحو قبة بيضاء رُكّب بداخلها على ما يبدو رادار أو وسيلة استخبارية أخرى. الفيلم القصير ينتهي. بالفيلم يعرض حزب الله منشآت إضافية في القاعدة كانت قد استُهدفت بهجمات سابقة.
القبة التي على ما يبدو أُصيبت منصوبة على الأرض، وليست مرفوعة، الأمر الذي يمكن أن يشير إلى أنها غير عملياتية (ليست قيد الإستخدام). غداة الهجوم نشر المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية صورة لتلك القبة، سليمة، وادعى أن حزب الله يكذب.
في يوم السبت نشر حزب الله فيلماً يوثق هجوماً إضافياً بواسطة صاروخ الألماس. هذه المرة أيضاً ظهر تحليق الصاروخ، من الكاميرا بخرطومه: الألماس يصعد نحو الأعلى باتجاه الغرب، وعندها يتجه جنوباً نحو قاعدة رأس الناقورة، ويحلق باتجاه قبة بيضاء بداخلها وسائل استخبارية. هذه المرة نشر حزب الله توثيقاً إضافياً للإصابة، من زاوية أخرى، لكي يثبت أن القبة انفجرت فعلياً.
الألماس، الذي تم الكشف عنه للمرة الأولى في العام 2016، هو نسخة عن أحد صواريخ المضاد للدروع المتطورة في ترسانة الجيش الإسرائيلي. وأشار عنبر: “أصل الصاروخ هو عدة صواريخ سبايك إسرائيلية سقطت غنيمة بيد حزب الله في العام 2006”. المسألة تقدم نموذجاً عن قدرة إيران على تنفيذ استنساخ لذخيرة غربية – كما فعلت بأنواع كثيرة من الصواريخ، قطع طيران غير مأهولة ووسائل قتالية إضافية سقطت بيدها. “إيران هي دولة متقدمة نسبياً، يمكنها أخذ منظومات من هذا النوع، واستنساخها بمستوى عال من التطابق والقرب مع النسخة الأصلية، وأثبتت مرات عديدة قدرات ارتجال مؤثرة. من الواضح أن إسرائيل تنتج نسخاً متقدمة غير موجودة لديهم، لكن من أجل احتياجات حزب الله، ما يوجد بحوزتهم هو أكثر”.
صواريخ “السبايك” (غيل) الإسرائيلية تقدم قدرات ليست متوفرة وسط سابقاتها، مثل الكورنيت والتاو التي يستخدمها حزب الله. السبايك مجهز بمنظومة توجيه إلكترو-بصري، يتضمن مهدافاً حرارياً، تمنحه قدرات “أطلق وانسى”: المشغل يختار هدفاً، يطلق، والصاروخ يطارد الهدف – حتى وإن كان متحركاً – ويستمر بمطاردته حتى يصيبه. بالتناوب، في حال كان الهدف موجوداً على مسافة بعيدة ما وراء خط رؤية المشغل، فهو يمكنه أولاً إطلاق الصاروخ، السماح له بالإقتراب من المنطقة المقدّرة وفقط في مرحلة متقدمة جداً يختار هدفاً. إحدى المزايا الشهيرة “للسبايك” تكمن بقدرته على تنفيذ هجوم علوي للدبابات والآليات المصفحة، وهكذا تحقيق إصابة في المنطقة التي يكون فيها التصفيح ضعيفاً نسبياً.
يمكن إطلاق “السبايك” من منصة ثلاثية القوائم موضوعة على الأرض، آليات خفيفة، آليات مدرعة، مروحيات، سفن ومسيرات. نسخة صاروخ الـ “تموز” (SPIKE NLOS) جيل سادس لديه مدى يصل إلى 50 كلم بالإطلاق من الجو. الإضافة الأخيرة لعائلة الصواريخ هي الـ “معوز” (SPIKE FIREFLY) – محلقة انتحارية تم استخدامها بعمليات في غزة وجنين.
ووفقاً لمنشورات في إيران، فإن “الألماس 1” له مدى يصل إلى 4 كلم، لكنهم عرضوا نماذج تصل وفقاً لادعائهم أيضاً إلى 8 كلم. وقال عنبر إن “تطوير صاروخ من هذا النوع هو مشروع معقد جداً يستغرق سنوات، عملت عليه أفضل الأدمغة”. وأضاف “يصعب جداً استنساخ كل شيء بشكل كامل، لكن وفقاً لنتائج التجارب في إيران، على افتراض أن الحديث لا يدور عن تزييف فوتوشوب، فهم توصلوا إلى مستويات دقة نقطوية. النقطة الأهم هي أنه يوجد هنا صاروخ لا يستلزم بالضرورة خط رؤية. ففي إيران توجد أيضا نسخة يتم إطلاقها من طائرة من دون طيار، إذن علينا افتراض أن هذا الدمج قائم أيضاً لدى حزب الله”.
في نهاية الأسبوع الأخير نشر حزب الله فيلماً آخر مثيراً للقلق، بدت فيه ظاهرياً طلعة جمع استخباري بعمق إسرائيل، نفذها على ما يبدو نموذج طائرة أو طائرة من دون طيار. وفقاً لما تم ادعاؤه بالفيلم، الطلعة نُفذت في يوم الأربعاء، الـ 24 من كانون الثاني. وتظهر بالفيلم نموذج الطائرة تحلق شمالاً فوق سهل الحولا، ملتقطةً من بين عدة أمور صوراً لـ “كفربلوم” وما هو، وفقاً لادعائهم، قبة حديدية بمحاذاة الكيبوتس.
ما لم يكن الحديث يدور عن فيلم مزيف، فإن التوثيق هو من الفترة الأخيرة. وبالفيلم يدّعي حزب الله أنه غداة الطلعة الإستخبارية هاجم البطارية بواسطة مسيرات انقضاضية. في يوم الخميس فعلاً أفاد المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي عن أن “هدفين جويين معاديين” تابعين لحزب الله سقطا بالقرب من كفربلوم، وأن الحادث لم يسفر عن سقوط إصابات ولا أضرار.
في 24 كانون الثاني، التاريخ الذي ادعى حزب الله أنه نفذ فيه الطلعة الإستخبارية، لم يُنشر عن أي إنذار بشأن تسلل قطعة طيران معادية في هذه المنطقة. ولا حتى في اليوم التالي، في يوم الهجوم على البطارية. الإنذار الأخير في هذه المنطقة، قبل الهجوم على البطارية، كان قبل ذلك بأربعة أيام. ورداً على سؤال “هآرتس” عن كيف يمكن أن نموذج طائرة أو طائرة من دون طيار تابعة لحزب الله نفذت طلعة جوية للتصوير في سهل الحولا وحلقت مباشرة فوق بطارية قبة حديدية، أُفيد من الجيش الإسرائيلي أنه لا علم له بطلعة جمع استخباري بهذا التاريخ، وأن “الفيلم ومواصفات التحليق قيد التحقيق كما كل حادث، بهدف تحسين تشكيل الكشف لدى سلاح الجو”.
المصدر : الميادين نت