قصة مطاردة أخطر إرهابي إلكتروني في العالم

نشرت مجلة “بوليتيكو” الاميركية مقتطفات من كتاب صدر حديثاً بعنوان “فجر حرب الشيفرة: معركة أميركا ضد روسيا والصين وخطر الهجمات الالكترونية”، تناول فيه الكاتيان جون كارلين وجاريت إم جراف قصة أخطر قرصان إلكتروني عرفه العالم، جنيد حسين، الذي التحق بتنظيم داعش، واخترق مواقع الكترونية لشركات وهيئات دولية واستخباراتية.

وعندما كان جنيد طفلاً باكستانياً يقيم في برمينغهام بانجلترا، تمنى أن يصبح مطرباً. ولكنه بدل ذلك أمضى معظم وقته على الإنترنت. وخلال عشر سنوات، بدءاً من سن الحادية عشر، عندما بدأ اختراق بعض المواقع، وحتى بلوغه سن الحادية والعشرين، تحول من اللعب على الإنترنت إلى القرصنة والقتل، وممارسة نوع من العمليات لم يشهدها العالم من قبل، وتطور بسرعة كبيرة.

بداية سهلة
وحسب ما ورد في الكتاب المذكور، في بداية مسيرته الإلكترونية، أفلت القرصان جنيد من العقاب، وتفاخر أثناء لقاء بأنه متقدم بعدة خطوات عن سلطات قوية. وقال: “أنا متأكد مئة بالمئة بأنهم لا يعرفون شيئاً عني. لست موجوداً بالنسبة لهم. لم استخدم قط أسمائي الحقيقية على الإنترنت، ولم أتسوق إلكترونياً. ولا أخشى من الاعتقال”.

رجل مطلوب
ولكن، بحلول 2015، وفي سن الحادية والعشرين، أصبح مطلوباً، وملاحقاً من قبل الولايات المتحدة، وغدا الرجل الثالث في داعش الموضوع على قائمة الإرهاب الاميركية. وعندما كان طليقاً في منطقة سيطر عليها التنظيم في شرق سوريا، حرص حسين على إبقاء ابن زوجته قريباً منه، لكي يضمن عدم استهدافه من قبل غارات أميركية.

وكما ورد في الكتاب، جسد حسين خطراً إلكترونياً على العالم أجمع، حيث استطاع استخدام وسائل التقنيات الحديثة لنشر استراتيجية داعش ونقلها إلى مناطق تبعد عن موقعه الفعلي. ولم تكن تكتيكات حسين جديدة، ولكنه وزملاءه من الإرهابيين في داعش نفذوا عمليات إرهابية خطيرة، حيث برز حسين كإرهابي بارع لا ينافسه أحد في عالم الجهاد الالكتروني.

لعبة القط والفأر
ويكشف الكتاب كيف تعاون جنيد مع عشرات من الجهاديين عبر النت، وأطلقوا مشروع “سايبر الخلافة” في منتصف 2014، وطبقوا تكتيكات لتشويه صفحات ومواقع مع الاستيلاء على حسابات تواصل اجتماعي، وصفحات خاصة بمدونين. ولعب جنيد حسين على الدوام لعبة القط والفأر مع تويتر، الذي علق أو ألغى عدداً من حساباته، لكنه سرعان ما كان يظهر بهوية جديدة. وأطلق تعهداً من خلال النت بأن يرفرف علم داعش فوق البيت الأبيض ودعا لقتل إسرائيليين.

وفي  شباط 2015، استولى قراصنة داعش على حسابات خاصة بمجلة “نيوزويك” الاميركية، وسواها من المواقع، وهددوا ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما. وبذل هؤلاء قصارى جهدهم لتنفيذ هجمات في مناطق بعيدة عن الشرق الأوسط، وأصدروا في مارس 2015 “قائمة اغتيالات” بأسماء مئة طيار اميركي يعملون في قاعدتين تابعتين للقوات الجوية الاميركية.

تواصل
وحسب “لوس أنجليس تايمز”: “تواصل حسين مع ما لا يقل عن تسعة أشخاص اعتقلوا أو قتلوا لاحقاً على يد رجال أمن أميركيين”. وبحلول ليلة 24 آب، 2015، حيث ظن جنيد حسين أنه يعيش في أمان ضمن منطقة تحكمها داعش، خرج وحيداً من مقهى إنترنت.

ولكن، في اليوم التالي، أكدت القيادة المركزية للقوات الاميركية أن طائراتها التي تحلق فوق المنطقة أطلقت صاروخاً وحيداً ضد سيارة حسين أثناء توقفه في محطة لتعبئة الوقود في مدينة الرقة السورية.

المصدر: 24- بوليتيكو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!