رجل دولة، ذخر الوطن وفخر للبنان في أصعب الظروف … بقلم ميشال جبور

 

صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم

قد نقول عن شخص أنجز في سبيل قضيةٍ للوطن أن له بصماته في ذلك، وقد نسعى لتكريمه، لكن الصامت الدؤوب في عمله الذي لا يرتاح ونهاره يتصل بليله خدمةً للوطن والمواطن ويبتعد عن الأضواء والضوضاء الإعلامية، عندها ليست فقط بصماته هي التي تطبع عمله إنما إنجازاته هي التي تتحدث عنه وتصدح باسمه.
في وقتٍ يرزح فيه البلد تحت وقع المماحكات السياسية وتعنت المسؤولين أمام إنهيار العملة والإقتصاد ومقومات العيش، ينشغل اللواء عباس ابراهيم بحركته المكوكية المعتادة متنقلاً بين الرئاسات الثلاث وكل الأفرقاء لسحب صواعق التفجير. فالوضع لم يعد يُحتمل، أهل السلطة منشغلون بوضع العصي في الدواليب ونسف المبادرات وتطيير الحكومات وعرقلة المبادرة الفرنسية بدل أن يتصارعوا على إنقاذ البلد نراهم يتهافتون على إغراقه، لكن، ثمة أمل دائماً وبشائر خير مع تحركات اللواء عباس ابراهيم الذي ما زال، وعلى تعداد المهمات التي تبوأها، يُثلج صدر الوطن.
من أول الضباط الذين دخلوا مخيم عين الحلوة وأوقف الحروب العبثية بين إخواننا الفلسطينيين، منذ أن كان في مركز مخابرات صيدا إلى اليوم وهو ينجز في سبيل الوطن، ما من ملف وقع على عاتقه إلا وكان بقراره النجاح، مهما كان شائكاً ومهما كان معّقداً، ببصيرته ورزانته التي تنطلق دوماً من عمق مصلحة الوطن يصل بملفاته لبر الأمان، فمن منا لا يذكر مخطوفي إعزاز والراهبات والخلايا الإرهابية في الفنادق،كلها قضايا استبسل فيها من أجل أمن وأمان الوطن، كانت له الأيادي البيضاء في معركة نهر البارد وكان له الفضل في الإفراج عن رجل الأعمال نزار زكا وإطلاق سراحه بعد مفاوضات دقيقة، ما يوماً انطلق في مهمة وعاد خائباً، بل في كل مرة يسجل للبنان عنوان فخر على الصعيد العربي والدولي، رجل دولة يفيض ترفعاً في القضايا الإنسانية والدفاع عن لبنان في كل أصقاع الأرض.
اللواء عباس إبراهيم، العقل الناجع وصاحب الحلول الوطنية على مسافة واحدة من الجميع ومتى دعت الحاجة كان من أشرس المحاربين والمدافعين عن حقوق المواطن وخاصة في وجه محتكري المحروقات ومفتعلي الأزمات،بقيادته الحكيمة كان السند الحقيقي في أصعب أوقات يمر بها الوطن لدرجة أن الكثيرين وصفوه بدولة في رجل، هو على كل الجبهات ودون أن يستكين.
واليوم مرة أخرى، يُثبت هذا الرجل أنه عنوان عزة للوطن، فقد تمت دعوته إلى واشنطن لكي يتم تكريمه من قبل الإدارة الأميركية عبر جمعية “فولي فاونديشين”، وهو تلقى الدعوة من المستشار الرئاسي للأمن القومي في أميركا روبرت أوبراين وسيلتقيه كما العديد من المسؤولين الأميركيين الكبار والعديد من الإعلاميين من المستوى الرفيع مثل رئيس “أتلنتيك ميديا” دايفيد برادلي، وهذا ليس بغريب عنه، فهو قد ساهم بحلحلة الكثير من القضايا العالقة لرعايا أميركيين وغير أميركيين مخطوفين ومحتجزين ومفقودين وكان له الفضل في الوصول إلى خواتيم ناجعة والإفراج عنهم، وأقل ما يمكن أن يفيه حقه هو أن يتم تكريمه، وهذا التكريم الذي يأتي في أصعب ظروف للبنان، إنما هو بارقة أمل لكل اللبنانيين وبيرق افتخار للبنان، فهذا الإمتداد القومي والإستراتيجي لا يمكنه إلا أن يمتد على مساحة العالم العربي والمجتمع الدولي، بتكريم اللواء عباس ابراهيم يُكرّم لبنان ويُعاد حاضراً في المحافل الدولية والمجتمع الدولي، فبالرغم من كل الأزمات التي ضربتنا من كل حدبٍ وصوب، وخسارة لبنان لمعظم مقومات الإستمرار، ما زال له رجال دولة يحققون له الإنجازات ويرفعون اسمه عالياً، وهذا التكريم لن يكون عابراً بل سيعيد مكانة لبنان في خدمة القضايا الإنسانية الدولية ويرفع من شأنه مجدداً بعد أن تعرض لشتى أنواع الضغوطات والمصاعب،فهنيئاً لنا برجل من قامة اللواء عباس ابراهيم وهنيئاً للبنان برجل يجسد بحضوره وانجازاته الدولة اللبنانية.

 

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى