وبتنا نعرف أين تخبئون أنيابكم ونعرف حجمها ولونها الأصفر البشع…بقلم زياد الشوفي

 

 

صدى وادي التيم – رئاسة التحرير

التهريب عبر الحدود نعمة أم نقمة؟…
من المتعارف عليه عبر التاريخ وفي كافة أصقاع الارض وعلى كافة المعابر التي تفصل الدول عن بعضها البعض،
توجد تشديدات صارمة لمنع تهريب كافة السلع والبضائع على أنواعها، من أجل حفظ حقوق التجار والمستوردين وحماية الإنتاج المحلي، كون البضاعة المهربة لا تخضع للرسوم الجمركية، فتستطيع بالتالي تحقيق المنافسة بالأسعار وإلحاق الأضرار بالإقتصاد الوطني.

في وطننا الحبيب، وعلى مدار سنوات طويلة، تابعنا نشرات الأخبار وشاهدنا العديد من التقارير الإخبارية التي تظهر تجار يبكون وينوحون وينتفون شعورهم، إعتراضاً على إغراق السوق بالبضاعة المهربة والتي تلمّ بهم بخسائر جسيمة وتلحق الضرر بمصالحهم وتجاراتهم وزراعاتهم.

هم يشتكون ونحن بدورنا في المنازل نبكي على أحوالهم التعيسة… حتى في مرات عدة، كنّا نفكر بأن نؤلف فريقاً مدنياً تطوعياً ليساعد في حراسة الحدود فنساعد الأجهزة الأمنية التي لا حول لها ولا قوة.

مرات عديدة رمى المزارعون منتجاتهم الزراعية في وسط الطرقات وأقفلوها، واستدعوا الاعلام وأطلقوا منشاداتهم يميناً وشمالاً، إلى كل المراجع الامنية والحكومية تحت شعار:
“أنقذونا وأوقفوا التهريب نحن وتجارتنا نتجه إلى الحضيض”…
ومن شدة تأثرنا بمعاناتهم بتنا إذا خرجنا إلى الأسواق للتبضع “سلعاً أو خضاراً”، نطلب من البقال فاتورة المصدر حتى نتأكد بأننا نشتري منتجات لبنانية صافية وننقذ هؤلاء التجار المساكين من جشع المهربين.

الأجهزة الأمنية جهدت على التخفيف من عبء هذه المشكلة وشدّدت إجراءاتها، فأقفلت الكثير من المعابر الغير الشرعية ولاحقت الشاحنات المهربة وطاردت المهربين ليلاً نهاراً، فلاحظ الجميع خفوت وتيرة التهريب، فارتسمت البسمة على وجوه من كانوا بالامس في الشوارع معترضين…

فالدولة شعرت بهم وبمعاناتهم وبذلت أقصى جهودها وجاءت النتيجة خيراً…

وما إن خلت الاسواق من المنافسة الغير شرعية، حتى تغيرت الوجوه كثيراً… فمن كان يبكي معترضاً

إبتسم وكشر عن أنيابه التي لطالما أخفاها حين ظهر على شاشات التلفزة باكياً…

كيف أستطاع أن يخفي أنياب بهذه الضخامة والحدة داخل فمه؟ ولماذا لم نستطع مشاهدتها ولو لمرة واحدة برغم أن “نياعهم” فتحت على مصراعيها أمام الكاميرات؟
وفي ليلة وضحاها إرتفعت الاسعار بشكل جنوني لا يصدق… طبعاً الساحات خلت لجشعهم، الآن يمكنهم بيع منتجاتهم كما يريدون بأسعار خيالية…
مثلاً: كرتونة البيض تضاعف سعرها، والخضار والفواكه حلق سعرها عالياً، حتى أضحت شهوة لطبقة كبيرة من الناس…
وارتفعت أسعار السمانة وارتفعت معها أرصدتهم من الارباح الغير محقة…

فلا تظنوا صراخهم في السابق لم يكن الا إحتيالاً… وخساراتهم المزعومة ما كان إلا طمعاً بالربح الخيالي، ولم يكن يوماً همهم المواطن…

إنهم من خانة الحيتان الخطرة التي لا تأبه لفقير وعد أطفاله أن يعود حاملاً كيلو طماطم بدل الشوكولا وعلبة مارتديلا بدل لعبة يلتهون بها…

فالتهريب للفقير أصبح مطلب وحاجة وسد للرمق… ومعدة على الاقل نصف خاوية…

فلا تجبرونا أن نطالب بعودة التهريب، حتى لا نشتاق لأصنافٍ باتت فوق المستطاع…

وإن عاد التهريب يوماً ما… هذه المرة لن نصدق أكاذيبكم ولن نبالي بصراخكم ولن نغطي اعتصامتكم…

وبتنا نعرف أين تخبئون أنيابكم ونعرف حجمها ولونها الاصفر البشع…

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!