فلاسفة التواصل الاجتماعي… “عيفونا “… بقلم زياد الشوفي

 

صدى وادي التيم – رئاسة التحرير

 

 

يوم اخترع مارك زوكربيرغ  وأمثاله بعض البرامج والتطبيقات، كان هدفم ينصب على طريقة وصل البشر ببعضهم البعض، للتعارف والمواعدة ونشر الخبرات وأمور عديدة جميلة تستحق المشاهدة أو القراءة…

أنا أجزم بأنه يوجد تحليلان لا ثالث لهما، أولهما:
الأول كان لديهم هدف معرفة مدى عمق ثقافتنا والتجسس على معلوماتنا،
والثاني هو اكتشاف مواهب مخفية لم يحالفها الحظ على المنابر بأبراز فصاحتها وغزارة إنتاجها وإلمامها بالشاردة والواردة.

التواصل الاجتماعي العربي يختلف عن نظائره في كافة أصقاع دول العالم وهذا أكيد…

كتبتم الشعر فقرأناه ، وإن لم يكن بالمعنى الصحيح شعراً… ولا يمت للشعر بصلة…

كتبتم نثراً… فهضمناه… وإن كان هضمه عسيراً…

كتبتم خواطر… فمررناها… كلمات قليلة فتحملناها…

أما أن تعظونا يومياُ بالمواضيع المستجدة على الساحة… للحقيقة أزعجتمونا…

فأنتم خبراء في الاوبئة وعلاج كورونا… وأطباء العالم تنتظر مقالاتكم وأراءكم… كل يوم تتحفوننا بتحليل جديد، ونصيحة تلوى الأخر وكلها دون قيمة ولا مغزى…

انهار الوضع الاقتصادي… فأصبحتم جميعاً وبسحر ساحر خبراء مالييون، تفقهون بالفوائد وبنظام المصارف وبالعملات والاقتصاد العالمي.

قالوا هناك مؤامرة على لبنان لإغراقه… فكانت المعلومات لديكم وبالتفصيل الممل، من أين أتيتم بهذه المعلومات القيمة؟ ومن يوصلها لكم…
بربكم كفى…. “قرفنا” التواصل…. “قرفنا” التشويه الذي سسبتموه…. “قرفنا” الحشو والمبالغة… “قرفنا” التحاليل والاستنباطات…

ذكاؤكم لم يدهشنا بل أحبطنا… وبكل صراحة لا نريد سماع آرائكم بعد الآن… إحتفظوا بأفكاركم لأنفسكم…
رددوها في سركم، رددوها في سريركم، رددوها في مخيلتكم…

لكن إرحموا الناس، لأن بعضهم يصدقكم وأنتم تخلقون حالة من الفوضى وليس الاطمئنان.

فلاسفة التواصل رجاءً إرحمونا و” عيفونا” …

بقلم : زياد الشوفي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى