ماذا يحضّر لمطار بيروت؟

منير الربيع – المدن

ماذا يحضّر لمطار بيروت؟ اختلطت الحسابات الداخلية بالحسابات الخارجية. الخلافات التحاصصية والمصلحية في الداخل، سمع صداها في المجتمع الدولي. والأكيد، أن من هم في الداخل سيحاولون الاستثمار بهذه الصرخات الدولية المتعالية، لفرض ما يريدون تحقيقه في المطار وإن كان نابعاً من حسابات ضيقة على القياس اللبناني. أما مَن في الخارج فسيستفيدون من الصراعات اللبنانية لاستمرار الضغط وفرض شروط تغييرية على واقع المطار.

منذ العام 2008 وما قبل أحداث السابع من أيار، والعين الدولية مفتوحة على مطار بيروت. كانت هناك طروحات عديدة لتدويل المطار او وضعه تحت مراقبة دولية. لطالما أشارت تقارير دولية إلى أن المطار قاعدة متقدمة لإيران في المنطقة، وتمرر عبره السلاح والمال لحزب الله. وقبل فترة خرجت تقارير أجنبية تتحدث عن هذا الموضوع. وتتلاقى المواقف الدولية الضاغطة مع الخلافات اللبنانية، التي يضعها البعض في إطار أبعد من محاصصة، خصوصاً على أعتاب دخول العقوبات الأميركية على إيران مرحلة قاسية. فهناك من يشير إلى سعي حزب الله وحلفائه للسيطرة على المطار، لضمان استمرار وضعية معينة تتيح تسجيل خروقات في جدار العقوبات، تماماً كما هي الحال بالنسبة إلى الحملة المركزة على حاكم مصرف لبنان الذي ينحو باتجاه تطبيق العقوبات المالية الأميركية على حزب الله.

وسط هذه التطورات، جاءت مفاجأة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الأمم المتحدة، حيث رفع صوراً قال إنها لقواعد عسكرية لحزب الله قرب المطار، وهي عبارة عن مصانع لتحويل بعض المقذوفات إلى صواريخ دقيقة التوجيه. ما يتلاقى مع الحملة المركزة في موضوع المطار، على مسألة التعاون بين حزب الله وأجهزة الدولة اللبنانية. وهذا لا ينفصل عن مناقشة اقتراحات في الكونغرس الأميركي لإقرار تشريعات ضد مؤسسات الدولة اللبنانية على خلفية وقوعها تحت سيطرة حزب الله. والمطار يقع من ضمن هذه المرافق أو المؤسسات. وليس دخول نتنياهو على هذا الخطّ، سوى دليل على حجم الضغوط المتوقع. ولكن أي ضربة عسكرية مستبعدة، أولاً لأن من يريد توجيه ضربة لا يسرّب صوراً لأهداف مفترضة، وثانياً لأن منحى الأمور يشير إلى أن الضغط سيكون سياسياً ومالياً وليس عسكرياً.

وجهة نظر أخرى تعتبر أن اسرائيل تعرض هذه الصور، لتحضير الأجواء لمرحلة مقبلة، أو تبرير توجيه ضربة إلى هذه المواقع أو المصانع، على غرار الضربات التي توجهها إلى المواقع الإيرانية في سوريا. تقصّد نتنياهو إظهار هذه الصور، في لحظة انزعاج روسي من الإسرائيليين على خلفية إسقاط الطائرة الروسية في سوريا. وكأنه أراد نقل النقاش من مكان إلى آخر، وامتلاكه مسوغات جديدة للاستمرار في توجيه الضربات ولكن في سوريا الساحة المفتوحة، وليس في لبنان. باعتبار أن ما يعززه حزب الله في لبنان هو بسبب ما يأتيه من سوريا، وبالتالي على الإسرائيليين الاستمرار في توجيه الضربات إلى المنبع وليس إلى المصب في ظل الحرص الدولي على هدوء الجبهة اللبنانية.

الأمور تتجه إلى مزيد من الضغط، سياسياً وعسكرياً ومالياً. وهناك أصوات أميركية تتعالى للضغط على الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها. وفيما يعتبر البعض أن الأميركيين ينظرون إلى التعاون مع الجيش اللبناني باعتباره أحد أفضل أوجه التعاون في منطقة الشرق الأوسط، وعلى الرغم من ذلك، هناك من يحاول الضغط على الإدارة الأميركية للضغط على الجيش أو حتى لتخفيض نسبة المساعدات له. وهذا تعمل عليه لوبيات عديدة في الولايات المتحدة الأميركية. مقابل ضغط واشنطن على الأوروبيين لتصنيف حزب الله، بشقيه العسكري والسياسي، كتنظيم إرهابي. وهذا ما يجري النقاش بشأنه في بريطانيا، إذ يُطالب العديد من أعضاء البرلمان بحظر تام للحزب، كما أن وزير الخارجية، جيرمي هانت، يدفع بهذا الاتجاه ويدعو لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد حزب الله الذي يعتبر ذراعاً إيرانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى