نكبة ٤ اب…”لم يعد لبيروت مرفأ”
صدى وادي التيم – لبنانيات
لم يبق شيء من مرفأ بيروت إلاّ عدداً قليلاً من الحاويات والمستوعبات المدمرة والمرصوفة فوق بعضها البعض. معالم المرفأ الجميل اختفت بالكامل وما تبقى أشلاء مرفأ ومشاهدات كارثية، تدل على هول الانفجار المرعب الذي قضى على المعلم الاقتصادي البحري العريق بشكل كامل.
الكارثة الأفظع التي هزت بيروت وعصفت بلبنان موقعة شهداء ودمار بسبب انفجار ٢٧٠٠ طن من نيترات الأمنيوم المصادرة من احدى البواخر منذ ٦ سنوات، دمّرت الحجر والبشر، وأطاحت بالمرفأ، فيما البحث جارٍ عن الأسباب سواء كانت اهمالاً او عدواناً او تخريباً ام خطأ “تلحيم”، وسط عاصفة من التساؤلات عن أسرار تخزين مواد متفجرة وبقائها لسنوات في العنبر رقم ١٢، ومن تكفّل بتخزينها وأين الوزارات والمديريات والأجهزة الأمنية من كل هذا؟
التوصيف الأوّلي لمن تسنى لهم معاينة الأضرار تؤكد ان حجم الأضرار يعادل قوة انفجار قنبلة نووية صغيرة او متوسطة. المرفأ ساحة حرب مدمرة بالكامل، في ثوانٍ معدودة انهار كل شيء، “طار” المرفأ عن بكرة أبيه وعمّ السواد المنطقة الحرة ومبنى الادارة ومبنى الجمارك والعنابر والمقصورات والحاويات ومحتوياتها من مختلف البضائع.
المرفأ الذي تغنّى بالعصرنة والحداثة وقدراته على منافسة مرافىء المنطقة، “بح…طار”. انها الكارثة في ظل الأزمة الاقتصادية الكبرى. فمن المرفأ تحدث عمليات خروج ودخول البضائع من بيروت الى ضواحيها والى البقاع والجنوب والشمال وجبل لبنان، وهو الشريان الحيوي والمنفذ الأساسي للبنان على المنطقة. والمشكلة “مشكلتين”، أولاَ لأنها خسارة مرفأ بهذا الحجم لدولة منهارة ومفلسة، ولأن لبنان بلد لا ينتج حاجاته ويعتمد على البحر للاستيراد بشكل كبير.
فرضيات كثيرة في ساعات مسح الأضرار وظهور هول الكارثة، لكن يمكن القول ان لبنان هو الخاسر الأكبر من تدمير المرفأ، فتدمير اهراءات القمح أفقد لبنان مخزونه لمدة ٦ أشهر، اضافة الى تضرر مستودعات الأدوية للامراض المزمنة.
المنطقة البحرية المغلقة أجرينا تحقيقاً عنها في موقع “ليبانون فايلز” في وقت سابق حول أهميتها وخطة تطويرها، التي أعادت مرفأ بيروت الى الصدارة والتألق بين المرافق البحرية المجاورة، اذ حصد المرفأ جوائز ذهبية كأفضل نظام معلوماتي وحديث. لكن بعد نكبة ٤ آب لم يعد يوجد مرفأ، وهنا المأساة في ظل المعركة مع الازمات الاقتصادية الكبرى وجائحة كورونا، قمة الأزمة ان المنطقة البحرية المغلقة تحولت الى رماد.
ليبانون فايلز