السلفي اللبنانية… رشوة انتخابية
السلفي اللبنانية… رشوة انتخابية | وفاء ناصر
بالمبدأ السلفي تطبيق، مفترض أن يكون عاديا، يمكن تنزيله بسهولة على مختلف أنواع الهواتف الذكية. غير أن الساحة اللبنانية أخذته بعيدا عن غايته وأضافت له بُعدا جديدا.
نسمع الكثير عن السلفي وضرورتها في توثيق لحظات مهمة أو سعيدة في ظل غياب مصور، وفي احتوائها كل الأفراد المفترض تواجدهم في إطار الصورة. غير أن سهولتها وأهميتها لم تحمِ ممارسيها من التعرض لحوادث بعضها طريف وبعضها محزن.
واذا تكلّل هذا التطبيق بالقبول العالمي الذي وصل الى حد الهوس لدى المراهقين والشباب، إلا أنه يبقى أمرا طبيعيا بالنسبة لهذه الفئات العمرية بخصائصها الفيزيولوجية والبسيكولوجية وإيديولوجيتها المميزة لها، دون التغاضي عن ضرورة معالجة وتوجيه هذه الظاهرة.
بيد أنه في المقلب الآخر، يغدو إشارة إلى خلل نفسي ما أو إلى تخلّف العمر العقلي عن العمر الفعلي، لدى فئة الراشدين.
هذه الحركة “الشببلكية” الصارخة ليست بالضرورة دليل عافية عند تجاوزها الحد المرسوم لها. وإذا كانت غاية تطبيقها ونشرها على مستوى عالمي والهدف من انتشارها العابر للحدود الجغرافية والأخلاقية والدينية وحتى الإنسانية هي مخابراتية محض أهدافها مرسومة مسبقا. أضاف عليها السياسي اللبناني سعد الحريري ميزة جديدة ألا وهي الرشوة الانتخابية. إذ ضمّها إلى الحملة الإنتخابية كوسيلة بديلة عن دفع الأموال وباتت المعادلة: صوت مقابل سلفي.
قد لا تختلف السلفي التي ألتقطها عن سلفي الحريري او سياسي ما غيره. وقد لا يختلف جوالي عن جواله، ولا البروفايل ولا مستوى الإضاءة ولا المتاهات التقنية الخاصة بالصور عن تلك التي يعتمدها. غير أن الفارق يكمن في دلالتها السوسيولوجية وفي من يلتقط الصورة وأين مكاني.
كناخبة لبنانية ومع محبتي الصريحة للسلفي واعتمادي المتزن لها، أرفض رفضا قاطعا أن يلتقط سياسي ما سلفي لي وله في حين أنه يكون في المقدمة وأنا أسفل المنصة أو في آخر الصف.
منطقيا المرشح يحتاج لصوت الناخب سواء وعده بسلفي أو لم يعده بها. كرامته أهم من صورة ما قد تتلاشى فجأة من ذاكرة الهاتف وعنفوانه يجب أن يكون أكبر من صورة أو رشوة انتخابية.
فلتكن القاعدة: صوتي مُلكي. صوتي مَلكي.