مركز الخيام في اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب: الجوع والفساد والطائفية اقسى اساليب التعذيب
يحتفل العالم كل عام ب 26 حزيران يوم الامم المتحدة لمساندة ضحايا التعذيب كتحية للقابعين في السجون وتذكير المجتمع الدولي بمعاناتهم والعمل على نبذ التعذيب وتأهيل ضحاياه.
لكن 26 حزيران هذا العام تميز بجائحة كورونا التي حولت العالم الى سجن عالمي تصاعدت فيه انتهاكات حقوق الانسان من تمييز وكراهية وعنف اسري بحيث بات التعذيب المتعارف عليه تقليديا في السجون ثانويا ازاء التعذيب النفسي والاجتماعي وقمع الحريات في ظل وباء كورونا.
ففي لبنان ورغم خطورة جائحة كورونا فان الحكومة اللبنانية لم تقم بأي مبادرة للتخفيف من اكتظاظ السجون المزمن تداركا لاجتياح وباء كورونا ولا نفذت قانون معاقبة التعذيب رقم65/2017 لوضع حد للتعذيب والمعاملة السيئة في السجون ولا حتى قامت بتفعيل الهيئة الوطنية لحقوق الانسان المتضمنة لجنة الوقاية من التعذيب بل زجت منذ ثورة 17 تشرين الاول 2019 بعشرات المنتفضين ضد الفساد والجوع والمحاصصة، وباتت الحكومة تضيق ذرعا بتغريده بينما لا يرف لها جفن ازاء المجموعات المسلحة التي تبطش بالمتظاهرين وخيمهم وساحاتهم وتعتدي على الاملاك العامة وتنشر النعرات الطائفية والمذهبية.
لقد جاءت جائحة كورونا لتعمق الازمة الاقتصادية والاجتماعية التي وضعت فقراء لبنان وطبقاته المتوسطة امام مجاعة حقيقية وفيما الرغيف مهددا واقفلت مئات المؤسسات حيث بلغ عدد العاطلين عن العمل حوالي مليون مواطن والعتمة الشاملة تزحف وفلتان الدولار وجنون اسعار المواد الغذائية، فتخطف نسبة الفقر ال 60 بالمئة وفقدت الليرة اللبنانية قيمتها الشرائية والسلطة الحاكمة او ما يسمى ” بالمعارضة السلطوية” مكتوفة الايدي ترفض المس بامتيازاتها ونهبها وجشعها مما حول لبنان الى سجن كبير اقسى وافظع يتعرض فيه اكثرية اللبنانيين الى تعذيب اكثر قساوة مما يجري في السجون.
لم يعد التعذيب فقط في السجون
الفقر تعذيب
الطائفية تعذيب
الفساد تعذيب
المحاصصة الطائفية تعذيب
البطالة تعذيب
الظلام الدامس الزاحف تعذيب
كم الافواه تعذيب
ان هذا التعذيب اكثر خطورة مما نشهده في سجون لبنان او العالم يفرض علينا كمدافعين عن حقوق الانسان ومناهضين للتعذيب والعنف ان يكون 26 حزيران يوم الامم المتحدة لمساندة ضحايا التعذيب محطة للنضال ورفع الصوت عاليا ضد التعذيب ضد التجويع الاكثر وحشية من التعذيب الكهربائي او الاكتظاظ في السجون.
ان الاكتظاظ والاذلال امام محلات الصيرفة ومحطات المازوت والافران ومساعدات الشحادة آثاره الاجتماعية والنفسية لاتقارن بما يجري في كل سجون العالم.
ليكن 26 حزيران يوم نضال ضد الجوع والفساد والطائفية.
25/6/2020
مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب