يوم خطب الامام موسى الصدر في كنيسة راشيا الفخار «لله يصبّركم ولكن لكل شيء نهاية »
صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم:
ذكرت «النهار » ايضا في صدر صفحتها الاولى في الثاني من ايلول 1974 ان الامام موسى الصدر وقف يخطب في كنيسة راشيا الفخار امام العشرات من اهالي البلدة الذين احتشدوا لسماعه، وقال: «ان صمودكم وصبركم ادانة للحاكمين الذين ينامون على الحرير في قصورهم وانتم تنامون على الارض في هذه الكنيسة )»
وكان الامام زار راشيا برفقة اعضاء «هيئة نصرة الجنوب » التي يرأسها وضمت المطران بولس الخوري راعي الطائفة الارثوذكسية في حاصبيا – مرجعيون، والمطران اثناسيوس الشاعر والمطران جورج حداد من طائفة الروم الكاثوليك والقس وديع انطون راعي الطائفة الانجيلية في صيدا، والشيخ احمد الزين القاضي الشرعي للطائفة السنية في حاصبيا، والشيخ نجيب قيس قاضي المذهب الدرزي في حاصبيا، والشيخ عبد الامير قبلان المفتي الجعفري الممتاز لجبل لبنان. وبعد اجتماع «الهيئة » في دار مطرانية الروم الارثوذكس في جديدة مرجعيون توجه الامام الصدر والمطارنة والشيوخ الى راشيا حيث توقفوا عند مشارفها وشاهدوا اثار الغارات الاسرائيلية على كروم الزيتون وجالوا في البلدة لمعاينة المنازل المهدمة
والمتصدعة، ثم التقى الامام الصدر الاهالي المجتمعين في كنيسة القديس جاورجيوس شأنهم كل ليلة، والقى كلمة طويلة مما جاء فيها:
«ان وجودكم في بلدتكم يعني انكم مواطنون صالحون، وهذا يمنع الاسرائيليين من اخذ هذه البقعة الجميلة التي ستبقى لبنانية الى الابد )…(. انتم لبنان، وانتم علم لبنان، انتم هذا البلد الجميل، وانتم حكامه الاصليون، انتم تحافظون على كرامته، وستحافظون على الاجيال المقبلة،
انتم النبات الذي يزرع في الارض فيتعرض للرطوبة والحر والبرد، لكنه ينبت ويكبر وينتج.
لو لم يتعذب السيد المسيح، ولو لم يتأمر عليه اعداوئه لما وصل الى هذا النور والحق. جميع الانبياء مروا في هذه الصعوبات، فهنيئا لكم الصعوبات التي تتحملونها، والنوم في الكنيسة دليل البطولة والحق. ان صمودكم وصبركم هما ادانة للحاكمين الذين ينامون على الحرير في قصورهم وانتم تنامون في الملاجئ وعلى الارض )
وفيما الامام موسى الصدر يتابع كلمته بدأ القصف الاسرائيلي فتنهد الامام وقال: «لله يصبركم ولكن لكل شيء نهاية .»
المصدر: بيار عطالله
* من كتاب “راشيا الفخار سيرة مسيحيي الاطراف”