يوم جاء الاتصال : حاصبيا تحررت …
صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم
صباح الثلاثاء ٢٣ أيار ٢٠٠٠ الساعة الثامنة، وكنت في محلة جسر الكولا في بيروت متوجهاً إلى عملي في وزارة المهجرين في ستاركو، يرّن هاتفي فأجيب، فيقول لي المتصل رفيق سمير بدو يحكي معك وليد بك…
نعم وليد بك تفضل..
العدو ينسحب توجه فوراً إلى حاصبيا وتابع عملية الانسحاب، لا أريد أي (ضربة كف) في المنطقة، ابقى على اتصال معي، اترك تلفونك مفتوحاً سنتابع معك كل التطورات…
حاضر أنا متوجه فوراً.
اول اتصال اقوم به مع رفيق الدرب حبيب القلب المرحوم سليم الخماسي وسألته أين هو فجاوبني أنه في محلة المدينة الرياضية فقلت له نلتقي في المركز الرئيسي للحزب فوراً.
ثاني اتصال اجريته مع زوجتي العزيزة راغدة وقلت لها اذهبي إلى المدرسة(مدرسة مرج الطفولة وكل الاحترام لأصحابها وإدارتها) احضري الاولاد وانطلقي بهم إلى الضيعة عن طريق جبل الباروك، إسرائيل تنسحب..
التقيت في المركز الرئيسي بالرفيق الدكتور يحي خميس وترافقنا في سيارته مع المرحوم سليم بإتجاه حاصبيا عن طريق ظهر البيدر.
في ذاك الوقت كنا نستعمل أجهزة هاتف من نوع إريكسون وكانت بطارية الهاتف تدوم وتدوم وتدوم، غير هواتف اليوم، ورغم ذلك اشتريت ولأول مرة في حياتي شاحن للهاتف يستخدم في السيارة.
كانت الفرحة تغمرنا جميعاً فجهود المقاومين الابطال الذين بدأت مواجهتهم للعدو الصهيوني منذ العام ١٩٧٦ (وتحديداً في ثكنة مرجعيون حيث سقط لنا الشهداء امين وزير وعصام بدر الدين وكمال بدر وتوفيق زويهد وثلة من شباب المنطقة) وصولاً إلى العام ٢٠٠٠، لم تذهب سدى فأثمرت إنتصار مزلزلاً على العدو وسقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر..
قمنا بواجبنا ونفذنا تعليمات وليد بك بدقة بالتنسيق مع كل الاحزاب والقوى الوطنية والاجهزة الأمنية والفعاليات والاهالي والرفاق، وجمعنا ما تبقى من أسلحة وعتاد وآليات للعدو حيث تم تسليمها للدولة اللبنانية بناء لتعليمات حضرة الرئيس في وقت لاحق.
في مناسبة عيد المقاومة والتحرير كل التحايا لصانعي النصر.. المقاومة الوطنية اللبنانية والمقاومة الإسلامية والأحزاب الوطنية ولكل من أطلق طلقة على العدو الصهيوني الغاشم.
كم كانت الفرحة كبيرة… في تلك اللحظات حيث اختلطت الدموع والبسمات والابتسامات بعضها ببعض بين الجميع احتفاء بهذا الانتصار…
اليوم في ٢٥ أيار ٢٠٢٠ سيلعنكم الشهداء من قبورهم أيها السياسيون في حال استمريتم في هذا النهج التدميري الذي سيقودنا حتماً إلى المجاعة والفوضى.
رحم الله الشهداء الابطال وتحية إلى كل المناضلين وتحية واحترام لحضرة الرئيس وليد جنبلاط وتحية من القلب إلى الرفيق والصديق الدكتور يحي خميس وتحية إلى روح المرحوم الرفيق ابو سعدون سليم الخماسي..
صفحة : سمير علوان