كورونا يغيّر عادات الناس في لبنان.. طارت العيدية واحتفالات العيد

صدى وادي التيم – لبنانيات

 

 

يأتي عيد الفطر هذا العام في وقت صعب، والجميع ينتظرون بصيص فرح بعدما حجر فيروس كورونا المستجد الناس في منازلهم، ومنعهم من قضاء شهر رمضان بشكل عائلي أو مع الأقارب والأصدقاء.

وفي لبنان الذي كان يعاني من انهيار اقتصادي قبل انتشار الفيروس، ولا يزال في سلم النزول بشكل كارثي حيث فقد الكثيرون وظائفهم، وباتت أبسط مقومات الحياة بمثابة حلم؛ غيّر الناس عاداتهم الاحتفالية والاجتماعية والغذائية مع ارتفاع الأسعار أكثر من 100% لمعظم البضائع حتى الأساسية منها.

مظاهر شهر رمضان بالكاد ظهر بعضها في لبنان، فلا زينة في الجوامع ولا إضاءة خاصة بالشوارع، ومثله عيد الفطر الذي يأتي مع استمرار الحجر المنزلي وتقنين حركة تنقل السيارات بين الأرقام الفردية والزوجية، فضلا عن حظر التجول مساء.

اختصار المعايدات والتزام البيوت

اللقاءات في العيد ستكون محدودة جدا، حتى أن بعض العائلات قررت مسبقا التزام البيوت وعدم التجمع على مائدة العيد.

وحذر المتخصص في الأمراض الجرثومية البروفسور جاك مخباط من التجمعات في العيد، معتبرا أن انتشار الفيروس يحتّم ممارسة اجتماعية وسلوكيات مختلفة، ودعا إلى أن تقتصر المعايدات على الهاتف والواتساب، وتجنب اللقاءات والاحتكاك بين الناس.

العيدية حبوب وأدوات تنظيف

يقول ناجي الحاج ممازحا أولاده الستة إنهم يستطيعون اختيار العيدية هذا العام من المواد الغذائية التي خزّنها قبل ارتفاع أسعارها بشكل جنوني.

وبيّن الحاج للجزيرة نت أن بعض المواد ارتفع سعرها بنسبة 250%، “لذا قلت إن العيدية ستكون عبارة عن أكياس حمّص وعدس وأرز، أو مساحيق للغسيل والجلي، أو معقمات لأنها تناسب الوضع الحالي”.

وقال إنه لم يجلب لأولاده لباس العيد الذي أصبح يعدّ ترفا في الوقت الذي يحاول الناس فيه توفير طعامهم ومستلزماتهم الرئيسية.

طارت العيدية

“طار العيد والعيدية”، هكذا اختصرت نجوى نور الدين الوضع وهي التي كانت تعطي أولادها وشقيقاتها الصغار حوالي 50 دولارا عيدية، وكانت تساوي حينها 75 ألف ليرة لبنانية، وأصبحت تساوي الآن 200 ألف ليرة؛ ولكن منذ أشهر تم تخفيض راتبها بنسبة 50% ثم حوّل إلى الليرة اللبنانية.

وكانت نجوى تتقاضى العام الماضي 1500 دولار، أي 2.25 مليون ليرة لبنانية، وصار راتبها اليوم 1.1 مليون ليرة، أي ما يعادل 280 دولارا.

وقالت للجزيرة نت إن “العيدية أن نكون بصحة جيدة غير مصابين بكورونا ومجتمعين”، وأوضحت أنها ستحضر الحلوى وسفرة العيد مع أولادها بالإمكانات الموجودة، وأكدت أن أولادها متفهمون للوضع الجديد، وأشارت إلى أنها أوصت جميع الأقارب بعدم تقديم العيدية للأولاد منعا للإحراج، فالعيدية ليست واجبا، ومن يستحقون زكاة الفطر صاروا كثرا في هذه الظروف، كما تقول.

وعن ثياب العيد، ترى نجوى أن الثياب الموجودة “تقوم بالواجب”، أي أنها كافية، وتضيف أن عليها التفكير بالأيام القادمة وليس الاستعراض، خاتمة “وضعنا أفضل من غيرنا والحمدالله”، متمنية أن يأتي العيد بأحوال أحسن للناس.

حوّل العيدية لليرة

ورغم اعترافه بتأثيرات الوضع الاقتصادي، فإن محمود صوفان يقول إنه سيقدّم العيدية لجميع مَن كان يقدمها لهم، من أولاده إلى أولاد أشقائه وشقيقاته وبعض الأقارب.

لكن ما سيتغير هذا العام أن العيدية “أكيد ليست بالدولار”، فقد كان صوفان يهدي 20 دولارا للصغار و50 للكبار، وقرر ألا يغيّر هذه العادة لكنه حولها لليرة اللبنانية على سعر الصرف القديم. (الدولار كان يساوي 1500 ليرة، وأصبح 4200)، ورغم أن المبلغ سيكون زهيدا فإنه أفضل من لا شيء برأيه.

وقد درج على أن يزور كل أفراد العائلة حاملا الشوكولاتة والمعمول، لكنه هذا العام سيكتفي بأن يحضر لهم “البتي فور” بحسب إمكانياته.

ولا يفكر محمود صوفان ولا زوجته بثياب جديدة لأولادهم هذا العيد، والسبب الأول أنه لا يريد الذهاب رفقة الأولاد إلى السوق خوفا من الإصابة بالمرض من جهة، ولأن الوضع الاقتصادي لا يسمح من جهة ثانية بصرف المال.

كما أنه اتفق هذا العام مع عائلته على عدم الاجتماع كلهم في مكان واحد للغداء مثل كل عيد، بل الاكتفاء بزيارات سريعة، أو المعايدة عبر الهاتف.

وعن صلاة العيد يقول “الله أعلم بما في القلوب”، وإنه لن يذهب هذا العام للصلاة في الجامع خوفا من الإصابة بالفيروس ونقله إلى عائلته، وسيكتفي بالصلاة مع أولاده في المنزل.

هلا الخطيب – الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!