فلتكن ثورة صحية،تساعد في قطع الطريق على الكورونا – بقلم ميشال جبور

 

الناس قابعة في منازلها… والكورونا مثلها مثل الفساد المستشري تسيطر على حياتنا وجيوبنا وشوارعنا…بالأمس القريب كنا في الشوارع، كنا حراك، كنا ثورة، وكان العيش المشترك، كان الصوت واحد والنجاح للجميع والتغيير للبنان ولن يجرؤ أحد على القول أن الثورة اختنقت… الثورة في النفوس وطعم الثورة على الفساد والظلم لا يمكن أن يفوقه طعم…
أما اليوم، فشوارعنا خالية واصواتنا مختنقة ولبنان يرزح تحت ضغوطات جمّة، الناس في منازلها طوعاً… هذا كذب… الناس في منازلها خوفاً من فيروس اشد وطأة وبأساً من الفساد، فيروس الكورونا أرعبنا جميعاً لأنه الوحيد القادر على تدمير لبنان شعباً وكياناً… فبعد انهيار اقتصادي وانفجار اجتماعي سيأتي حتماً من، على الأقل، يشترينا،ولكن من يشتري الوباء إن تفشى… من سيثور على الخوف أيها الثوار إن لم تثوروا على الكورونا…أين أنت يا ثورة وأين أنتم يا ثوار لبنان،أين أنتم يا أثرياء لبنان يا أصحاب العلاقات الدولية والنفوذ المالي، لماذا لا تفتدون الأرزة بكل قواكم، ففي صفوفكم القدرات القادرة على تحريك الثورة الصحية فلم لا تطلقون العنان لثورة صحية، لحراك توعوي وكفاح جريء في زمن رديء نعيشه، في زمن تهدد فيه الكورونا جيلاً كاملاً من اللبنانيين.
الآن زمن التضحية ودحر الكورونا،نظّموا صفوفكم وكوادركم لدرء الخطر عن لبنان وأرزته ونحن معكم بكل قلبنا وقالبنا، إجمعوا ما لزم من تبرعات وتقديمات لافتداء لبنان، لنضع جانباً خيم الإعتصام وقبضات الثورة والمهرجانات السياسية والإعلامية ولنتوحد في سبيل الدفاع عن لبنان.
كل قرش وكل فلس يُجمع سيفيد بشراء الأجهزة التنفسية والمواد العقيمية وتنظيم حملات ارشادية وتوعوية، لا تفقدوا إيمانكم بالناس فوقوفكم بجانبهم سيزيد من عزيمتهم على محاربة الفساد في المستقبل، فأنتم القادرون على توليد وانهاض ثورة سيشهد التاريخ لها وستحمي لبنان الذي سيثور لكم على الفساد.
نحن في زمن لا يستطيع أحد الوقوف ومشاهدة كل الفاسدين يتهربون ويهرّبون أموالهم من الكورونا، الدول التي تحترم نفسها بدأت بجمع التبرعات من كبار رجال الأعمال والمقتدرين لشراء كل ما يلزم لمواجهة الكورونا وأنتم في نواتكم العديد من المقتدرين علمياً ومادياً وجمعيكم أجمعتم على محاربة الفساد.في كل دول العالم، قام المتمولون وأصحاب الأموال بتقديم تبرعاتهم الجزيلة لدرء الخطر عن أولادهم وعائلاتهم وأوطانهم إلا في لبنان، ما زالت رؤوس الأموال نائمة على قروشها لعل تلك القروش تقيمها من الموت عندما ترن فوق نعوشها وكأنهم بخلاء الجاحظ، لم يدركوا إلى الآن أن الموت أصبح واحداً وسيدق بابنا جميعاً ومعه القهر والدمع إن لم نستنهض قوانا ونحارب معاً،فلتتضافر جهودنا ولنتكاتف من أجل بقاء لبنان ومن أجل ديمومته واستمرارية الحياة فيه، طبعاً نحن بحاجة لكل تبرع من الداخل ولكل تبرع من الخارج ولا يكفينا من يتبرع من السياسيين براتبه من هنا أو هناك، هذه مبادرات لكنها ليس مجدية، فكل ليرة آتية يجب أن تصب في مصلحة الشعب اللبناني، لدينا الإرادة ولدينا العقول وإن أردنا ليس فقط يمكننا كسر تفشي الكورونا بل بإمكاننا أن نخلق العلاجات لها فنحن قومٌ نحب الحياة.
فلنتضامن جميعاً لإسترداد الأموال المنهوبة من الفاسدين فعليهم تقع المسؤولية ايضاً فأموال الناس المنهوبة تكفي لكي تعيد بناء كل ما تهدم ولسد كل الأزمات صحية كانت أم اقتصادية بل تكفي لبناء أكثر من مستشفى حديث لمواجهة الأخطار الصحية، هذا هو الوقت المناسب للثورة من جديد، ثورة متجددة بروح دفاعية عالية، ثورة صحية تضع كل الإمكانات المادية بيد المستشفيات الحكومية لكي تعيد صيانة مقوماتها وتستجلب كل المعدات اللازمة والمواد الضرورية للوقوف بوجه الوباء.
المواجهة تبدأ الآن، واجهوا الكورونا بأقصى ما لديكم من إمكانات كي يبقى لكم لبناناً يستطيع أن يعيش الثورة وينهض من جديد.

ميشال جبور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى