*إيلي حبيقة… ذخر تاريخ في رجل… .بقلم ميشال جبور
صدى وادي التيم- رأي حر بأقلامكم/
في ذكراك يا رفيقي مراحل جميلة مفعمة بلحظات شدة ولحظات قتال ولحظات أخوة ونضال،إيلي،قد رحلت لكنك لم تأخذ معك ابتسامتك فهي محفورة في قلوبنا وصوتك ما زال يصدح ككل لقاء كنا فيه وجهاً لوجه نتبادل الهموم على القضية وعلى لبنان.
حملت أرزة الكتائب وحملت أرزة القوات لكنك بالأهم حملت أرزة لبنان وآمنت بأن لبنان هو حلم البشير،وطن نهائي لكل أبنائه من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه.
نجحت في كل الميادين،لم تترك يوماً شاباً مقاتلاً إلا واحترمت نضاله فكان احترامك يسبقك أينما حللت،أنت البطل الذي استطاع العبور من الحرب إلى الدولة.
من عمل معك عرف أنك لا تهادن في الإيمان بلبنان ولا تقبل بالذل لمواطن فمن النجاح في العمل العسكري انطلقت إلى العمل النيابي والوزاري فلمس بك كل من وضع يده بيدك الصدق والأمانة والإصرار على تحقيق الدولة وشهدوا لك على إنجازاتك،ومن كان يخشى التعامل معك أيقن أنك من الطراز الرفيع في كل المناصب التي استلمتها،وزير للمهجرين ومن ثم للشؤون الإجتماعية ومن ثم للموارد الكهربائية والطاقة حيث كنت المقدام في إعادة الكهرباء وتحسينها على عكس ما نشهده اليوم.
قيل بك الكثير ولا يمكن لأحد أن يرضي الجميع لكن يكفي أن ضميرك كان مرتاحاً دائماً لأنك خرجت من آتون الحرب كي تخوض معركة الإنتصار للمواطن وحقوقه،وأهم ما قيل بك أتى على لسان الرئيس الراحل الياس الهراوي الذي أورد في مقابلة له أنه كان يعتقد بأن التواصل معك في الشؤون الوزارية سيكون صعباً بحكم خلفيتك لكنه رأى بك رجل دولة صلب ورافد أساسي للتطور الوزاري.
اتسمت بالعمل الدؤوب وبرقي التخاطب مع زملائك وكل اتصال بك كان شافياً لأنك واظبت على إيجاد الحلول متخطياً العراقيل التي يمارسها سياسيو اليوم.
إيلي جوزيف حبيقة،حلمت بلبنان القادر على التألق فناضلت لأجله،حلمت بلبنان العيش المشترك فعملت لأجله وحلمت بحل جذري لكل الحروب فذهبت في اتجاهه حاملاً المسؤولية وكنت على قدرها،أنت القائل بأن نجاحك في مسعاك هو للجميع أما فشلك فأنت تتحمله لوحدك،أنت رجل شجاع وصنديد،أنت رجل دولة بقامة عالية.
رحمك الله يا شهيداً لأجل لبنان وقضيته وأنت ذخر تاريخ في رجل.
ذكراك للأبد في عقل وقلب كل من أحبك يا رفيق القضية.
ميشال جبور