درهم وقاية أو درهم عقل – بقلم ميشال جبور
كان يقال في ما مضى درهم وقاية خير من قنطار علاج غير أن مشهد شوارع الأشرفية الخالية من المارة والمتجولين قد بتره مشهد كورنيش المنارة باكتظاظ المشاة والمتنزهين عليه!
مشهد تشويه الحالة التي يعيشها معظم بلدان المنطقة، بلدنا موبؤ وأغلبيتنا التزمت منازلها وخففت تنقلها فقط لدرء الخطر عن نفسها وعن أحبتها ولكي لا تنقل هذا الفيروس القاتل، وتجد أن هنالك سذج ومعتوهين يتجولون وكأن شيئاً لم يكن بعد كل الحملات التوعوية والوقائية التي انتشرت على كل الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الإجتماعي،وكما يقال بالعامية “هيك قهوة بدها هيك زبائن”
وللمفارقة احتاجوا رتلاً من الشرطة لإخبارهم بضرورة التوجه لمنازلهم لأن مجرد تواجدهم وتجمعهم بهذه الطريقة وهم يصولون ويجولون فيه خطر كبير ونسبة عالية من خطورة تفشي الوباء في مناطقهم.
أما الخطر الأكبر فهو في اجتماع مجلس الدفاع الأعلى تلاه اجتماع مجلس الوزراء وفي النهاية،مجرد تعبئة عامة فقط لا غير، وكأن التعبئة العامة كان يجب أن تنتظر هكذا اجتماع وتأخذ كل هذا الوقت، المشكلة باقية كما هي طالما أن الدولة مشتة بين اتخاذ القرار الحازم والحاسم من اللحظة وبين المناكفات والتخوفات السياسية والنزاعات المبطنة،تعبئة عامة بدل القرار الصائب بإعلان حال الطوارئ، ويتساءل بعض الوزراء لما أعلنت بعض المحطات الإعلامية حال الطوارئ بدلاً عنهم!
وكما تكونون يولّى عليكم، والقرار الصائب ما زال في الدرج وما زالوا يتصرفون كناطورة المفاتيح…كان الأجدر بنا كدولة تحترم شعبها وصحة الوطن أن نعلن حال الطوارئ، هذا لو بقي لدينا… درهم عقل.
ميشال جبور