‏‏‏‏ما أسباب خوف الرئيس بري من الفتنة؟

 

اشارت جريدة “الأنباء” الالكترونية الى انه لم تتفق التحليلات على تفسير متقارب للموقف الذي أعلنه رئيس المجلس النيابي نبيه بري بتحذيره من فتنة مذهبية لم يشأ الإفصاح عنها؛ ما إذا كانت سنية شيعية كما يتم الترويج في بعض وسائل الإعلام؛ أو مسيحية مسيحية بين أفرقاء الصف الواحد؛ أو أنها بين الفريق الممانع ومن هم خارج هذا الفلك. وكان اللافت دعوته أنصار حركة أمل للخروج من الشارع تحت طائلة المسؤولية، فيما النصيحة الأبرز كانت الى شباب الانتفاضة بضرورة الانتباه وعدم تحويل الحراك الى محوّل لهذه الفتنة وتوخّي الوقوع فيها.

وإذا كان ثمًة من اعتبر أن ما حصل في محيط المجلس النيابي والطرقات المؤدية إليه وما رافق ذلك من أعمال شغب وتكسير وتعدّ على الممتلكات العامة والخاصة، أعاد الى الأذهان صورة المشهد الذي سبق الحرب الأهلية التي دامت ١٥ عاماً وما زال اللبنانيون يعيشون نتائجها الى اليوم؛ فإن البعض الآخر فسّر كلام بري انه نتيجة لما جرى من تضارب أمام مجلس الجنوب ومشاركة كوادر من حركة أمل بالاعتداء على المتظاهرين.

الا ان هناك رأياً ثالثاً يقول إن تحذير بري جاء بعد قراءة متأنية لما جرى في جلسة التصويت على الموازنة العامة وتخلّف عدد لا بأس به من النواب المحسوبين على الثنائي الشيعي وحلفائه في اللقاء التشاوري والتيار الوطني الحر وتيار المردة عن الحضور، ما يوحي بوجود خطة كانت لتعطيل النصاب ونسف الجلسة تحت مسمى ضغط الشارع للإيقاع بين أنصار بري والحراك الذي عمل جاهداً طيلة ذلك النهار لعدم وصول النواب الى المجلس، لكنه لم يفلح تمامًا في ذلك نتيجة التدابير التي اتخذها الجيش والقوى الامنية، وهو ما دفع الرئيس بري الى طلب المساعدة من الرئيس سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط لمشاركة نوابهم في الجلسة وتأمين النصاب، كما افادت مصادر مطلعة عبر “الأنباء”.

وفي سياق التبريرات لتحذيرات بري، أوضح عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ياسين جابر عبر “الأنباء” ان لدى رئيس المجلس “معلومات مؤكدة” أن الفتنة قد تكون سنية شيعية وربما غير ذلك؛ ويجري التحضير لها لحرف الأمور عن مسارها الطبيعي وأخذ البلد الى مكان آخر. وقال جابر: “لقد شاهدنا في الفترة الأخيرة الكثير من الاستفزازات وأعمال الشغب التي تنذر بانحراف الامور الى ما لا تحمد عقباه، وبري حرصاً منه على عدم استدراج الفتنة حذّر منها لقطع الطريق على المصطادين بالماء العكرة لأن ما شاهدناه الاسبوع الفائت يؤكد ان البلد يعيش وسط المخاطر، واستمرار الامور على هذا النحو سيجعل البلد عرضة للسقوط والانجرار نحو الفتنة”.

وأضاف جابر: “من هنا كانت دعوة بري للحراك الى ضرورة توخي الحذر والانتباه الى المندسين الذين نجحوا في الايام الماضية باختراق صفوفه، وقد قاموا بكسر وخلع كل ما وقعت عليه أيديهم حتى انهم اقتلعوا بلاط الارصفة والابنية وخلعوا الابواب وأجهزة الصراف الالي من امام المصارف؛ بما يؤشر الى ان هناك جهة ما تقف وراءهم وتمدهم بالمال والمساعدات لإغراق البلاد في الفوضى وإعادة عقارب الساعة الى الوراء”، مشيرا الى انه أعطى للرئيس بري ولنواب لقاء الاربعاء تصورا حول اندلاع الحرب في العام ١٩٧٥ والذي حصل بالطريقة نفسها التي يستخدمها بعض الثوار اليوم والمندسين، مذكرا بإحراق المحال التجارية في باب ادريس وساحة الشهداء وسينما الريفولي وغيرها من الاماكن التي استخدمت فيما بعد مسرحا للحرب الاهلية.

وفي الملف الحكومي، رأى جابر أن حكومة حسان دياب “تبذل جهودا حثيثة لإنقاذ الوضع الاقتصادي”؛ معتبراً أن “التهجم عليها لم ينته”، وطالب بإعطائها مهلة لإثبات جديتها في العمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!