لا تاكلي جايبلك شوكولا.. جريمة ‘ثلاثية الأبعاد’ بين لبنان وبلجيكا!
“أنا توفيق ناطرك على الساعة ٦ قدام باب السنتر، ولا تاكلي جايبلك معي لوح شوكولا (ذاكراً إحدى ماركات الشوكولا المشهورة)”، هذه الجملة التي تلقتها الطفلة ملاك.س (فلسطينية لبنانية مقيمة مع عائلتها في بلجيكا) على هاتفها عبر تطبيق الواتسأب من رقم لبناني مجهول صاحبه الفعلي. أثارت الرسالة بطبيعة الحال ريبة “ملاك” التي قامت بحظر الرقم قبل أن تخبر خالتها المقيمة أيضاً معهم داخل مخيّم خاص باللاجئين في بلجيكا.
مرّ الأمر بسلام ولم يأخذ أكبر من حجمه بالنسبة للعائلة، غير أنه بعد شهر وبينما كانت الطفلة ذاهبة إلى مدرستها تعرضت للخطف من قبل شخص مجهول إقتادها إلى أطراف المخيّم محاولاً خنقها بشدّة، وفيما كانت تصرخ سمع صوتها أحد المارة (وهو من الجنسية الإيرانية) وإقترب من مكان الحادثة قبل أن يفرّ الجاني دون التمكّن من الإمساك به.
خلال التحقيقات أعطت ملاك إفادة عن مواصفات الشخص الذي حاول قتلها وأعطت وصفاً لما كان يرتديه وبناء على المعطيات تم توقيف شخص إسمه عدنان ليتبيّن لاحقاً أن لا علاقة له وأن صديقه المقيم معه في الغرفة غسان الحاج م. هو الفاعل وانه إرتدى يوم محاولة تنفيذ جريمته ملابس صديقه في السكن.
أثناء التحقيقات التي أجرتها الشرطة البلجيكية تبيّن أن غسان حاول خطف الفتاة لطلب فدية من ذويها، لكن مخططه فشل بحسب التفاصيل التي حصل عليها موقع رادار سكوب.
بعد مضي ثلاثة أشهر من الحادثة خرج الطفل “دانيال.ا” ( فلسطيني لبناني)، وهو إبن خالة ملاك، من المنزل حيث يقيم مع والدته أماني (الوالد في لبنان) بهدف رمي الزبالة، كانت الساعة تشير إلى التاسعة والنصف بتوقيت غرينتش، حين عاد الطفل مسرعاً إلى والدته ليخبرها بأنه يريد الذهاب مع جارهم في المخيّم إسمه “علي.م” ليعيطه بعض النقود المعدنية التي كان يعشق الطفل دانيال جمعها.
تأخر دانيال بالعودة إلى المنزل ومن الطبيعي أن يساور الوالدة القلق فخرجت لتجد دراجته مرمية على الأرض، وإذ بجارتها تخبرها بأنها شاهدته ذاهباً مع “علي.م”.
حين خرج الإبن لم يأخذ معه هاتفه لكن في اليوم الثاني وجدت الأم رسالة على هاتف طفلها مفادها أن “إبنك مخطوف ولن يعود قبل دفع فدية مقدارها مئة ألف يورو أو ستتم تصفيته”. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن والده مقيم في لبنان ولديه عمله الخاص ووضعه المادي جيّد نوعاً ما.
من وهلتها وصدمتها سارعت الأم الى الإتصال بالشرطة التي بدأت في البحث عن إبنها، وبالتالي ضجّ خبر إختفاؤه في أرجاء المخيّم، وفي غضون وقت قصير تم العثور على كنزته ملطّخة بالدماء، قبل العثور على جثته مدفونة في حفرة صغيرة داخل المخيّم، وتم معرفة الفاعلين : “علي.م” و”فهمي.ا (هما قيد المحاكمة حالياً في بلجيكا).
بعد يومين على وقوع الجريمة وصلت إلى المدعية “سهير.ش” (والدة ملاك وخالة دانيال) رسالة على “الماسنجر” من شخص إسمه “فرانكو” أخبرها فيها بأنه يعرف القاتل “علي.م” ولديه معلومات تؤكد أن لديه شريك في لبنان وفق المعلومات التي اطلع عليها رادار سكوب.
تواصلت “سهير” مع “فرانكو” عبر تطبيق الواتسأب وأفادها بإسم الشريك ورقمه، هو “محمد.ق” فلسطيني الجنسية مقيم في طرابلس، وهو الشخص الذي تواصل مع إبنتها بناء على طلب من صديقه “علي.م” عبر رسالة من رقم لبناني لإبعاد الشبهات، ثم طلب منه التخلص من الرقم والواتسأب.
أثناء التحقيقات مع “محمد.ق” قال أنه لم يكن يدرك نوايا صديقه بخطف الطفلة وإبتزاز أهلها، هو تجاوب لطلبه وأرسل الرسالة، وان صداقته بعلي بدأت قبل سنتين خلال وجوده في مخيم البداوي (طرابلس). ولاحقا أخبره “علي” بأنه خطف في وقت سابق طفل فلسطيني في بلجيكا والده مصفف شعر ويحمل الجنسية مقابل فدية مالية، وذلك قبل 3 أشهر من خطفه دانيال وقتله”.
مع العلم أن “علي.م” كان يعمل في لبنان لدى والد “دانيال”. والسبب الرئيسي لعمليات الخطف (والقتل في بعض الحالات) للأطفال هي لجني الأموال وتأمين ثمن المخدرات التي كان وشريكه فهمي يتعاطيانها.
قاضي التحقيق الأول في الشمال، سمرندا نصار ، أصدرت قرارها الظني بحق “محمد.ق” الذي أوقف وجاهياً في لبنان طالبة محاكمته امام جنايات الشمال كذلك أصدرت قراراً بمحاكمة “علي.م” وشريكه “فهمي.ا” امام محكمة الجنايات في الشمال طالبة لهما الإعدام (على الرغم ان محاكمتهما تتم في بلجيكا حالياً).
المصدر : رادار سكوب