دراسة جزئية لواقع التربية في لبنان ..بقلم الباحث التربوي أكرم سابق
التربية أساس التطوّر ..
دراسة جزئية لواقع التربية في لبنان ..
بداية أود أن أذكّر أنّ معظم الدول التي تطوّرت اقتصاديًا صبّت كل قدراتها على التربية والتعليم ودعمت هذا القطاع بشكل جدّي ومسؤول حتى وصلت الى المراتب الاولى في التربية وانعكس هذا على القطاعات الأُخرى الزراعة والتجارة والصناعة والاقتصاد و السياحة …والأمثلة على ذلك كثيرة من فنلندا الى اندونيسيا الى سنغافورة واليابان وغيرها من الدول التي نطمح الى التمثّل بها وباقتصادها ..
أمّا على الصعيد المحلّي في لبنان .. وبشكل حصري
منذ سنوات ونحن نقبع تحت ضغط محاولات اقفال دور المعلمين والمعلمات المنتشرة في المناطق وحصرها بدور المحافظات..
بحجة تخفيف الانفاق او لم يعد لها دور فعّال .. واليوم في لجنة المال والموازنة يتم البحث في عملية دمج دور المعلمين والمعلمات بدور المحافظات وحصر التدريب فيها بالتعليم الاساسي حسب المادة ٢٦ ..
وخلال هذه السنوات قام المركز التربوي بوضع اطر مرجعية لكفايات كل من المعلم والمدرب والمرشد والموجه النفس-اجتماعي وقريبا كفايات المدير وهذا كله مرفق مع خطط تدريب مدروسة وممنهجة.
ومن واجبي التربوي والوطني كان لا بد لي أن أوضح النقاط الآتية :
١-دور المعلمين والمعلمات تقوم بتدريب كل من المعلمين والاداريين والمدراءفي الثانويات والمدارس في مختلف المناطق اللبنانية.
٢-في السنوات الاخيرة أصبح التدريب موجّهًا أكثر ومتابعًا لكل استراتيجيات التدريب والتطوير العالمية حتى أصبح التدريب في لبنان ممنهجًا ومنظّمًا بطريقة حديثة ، فالمدربين يخضعون لدورات تدريبية ممنهجةوموضوعية ومواكبة للتطور التربوي والتكنولوجي.
٣-الدورات التدريبية في مختلف دور المعلمين والمعلمات متنوعة وفعالةوتستحوذ على اهتمام كل من هم في قطاع التربية للمشاركة فيها ومتابعتها بشهادة كل المهتمين بالقطاع التربوي ، حتى وصلت أعداد المتدربين الى أرقام آخذة في التزايد سنة بعد سنة والجداول المرفقة تثبت ذلك
٤-نحن في عصر اقتصاد المعرفة هذا الاقتصاد المبني على الكفاءات والقدرات العقلية وأيضا نحن في عصر الخدمات الذي يسعى دائما الى ايصال المنتج الى الفئة المستهدفة لتخفيف عناء المستفيدين من عذاب الوصول الى المنتج .
٥- في غياب دور المعلمين وبعد المسافة في المحافظات سوف يفسح المجال أمام القطاعات الخاصة الى التغلغل في عالم التدريب في التربية والتي ستدخل معها اليات ومفاهيم مختلفة عن واقعنا اللبناني.
هنا يبقى السؤال برسم المعنيين كيف ستتطور التربية في لبنان بشكل عام والقطاع الرسمي بشكل خاص اذا لم يطلع المعلمين والتربويين والاداريين على كل ما هو جديد واذا لم يتم اعدادهم وتدريبهم بالشكل الصحيح والمستمر ؟
ملاحظة: هنالك فقط ١٣ دار مستأجرة من أصل ٣٣ والباقي اما ملك المركز التربوي للبحوث والانماء او ضمن مباني مدرسية ملك وزارة التربية والتعليم العالي ،وكلفة اجار ما هو مستأجر فقط ما يقارب الثلاثمئة مليون ليرة سنويا مجموعة وهو اقل بكثير من اجار اي مبنى من مباني عديدة تستأجرها الدولة!!
هنا لا بد ان أذكر أنه بدلا من اقفال دور المعلمين والمعلمات ودمجها نتمنى دعم القطاع الرسمي وتنفيذ خطة النهوض التربوي ووضع استراتيجيات تساهم في تطوير هذا القطاع ودعم المركز التربوي للبحوث والإنماء في تنفيذ خطة وضع المناهج المطورة التي أصبحت ضرورة ملحة..
- أكرم سابق : مدير دار المعلمين والمعلمات في حاصبيا ورئيس قسم الادارة التربوية في المركز التربوي وباحث تربوي