موزّعو المحروقات يعاقبون محطات الايتام
شكّلت خطوة فكّ إضراب محطات الأيتام، مساء الجمعة، محطّ ترحيب لدى المواطنين بعدما علت صرخاتهم في الشارع إثر نفاد الوقود من سيّاراتهم وازدياد الضغط عليهم، وتبعها إعلان نقابة أصحاب المحطات في لبنان تعليق الإضراب أيضاً. إلّا أنّ الأخبار المتناقلة عن امتناع موزّعي المحروقات في لبنان تسليم محطات الأيتام المحروقات كانت مفاجئة. وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر أنّ “شركات توزيع المحروقات عاقبت محطات الأيتام لأنّها وقفت مع الناس وضدّ إذلالهم”، ما انعكست سلباً على تعاطي اللبنانيين مع أزمة الوقود. يعزو مدير عام “جمعية المبرات الخيرية”، محمد باقر فضل الله، سبب “العقوبة” إلى مبادرتهم الإنسانية لفكّ الإضراب، ويقول في حديثٍ لـ”النهار” إنّ “محطات الأيتام أول من بادرت لفكّ الإضراب، وحفاظاً على مصداقيتها مع نقابة أصحاب المحطات التي هي جزء منها، فاوضتها قبل معادوة العمل، لأنّنا لا نستطيع أن نكون خارج وجع الناس”. ستة محطات للأيتام في لبنان نفدت من الوقود اليوم واضطرت للإقفال، وأخرى لا تملك مخزوناً كافياً للأيام المقبلة، لكنّها “ستسمر بالعمل إلى حين نفادها بالكامل”. يؤكد فضل الله أنّ “الشركات الموزّعة للمحروقات سلّمت يومي السبت والأحد المحطات التي تخصّها فقط، وفق علمنا، وامتنعت عن تسلمينا”، مضيفاً: “نُقلت إلينا بعض الأخبار التي توضح أنّ هذا الإجراء هو بهدف التضييق علينا .وفي هذا الإطار، يشدّد فضل الله على أنّ “محطات الأيتام غير تابعة لأشخاص، ولا يملك أحد أسهماً فيها، بل يعود ريعها كلّياً لمؤسسات “جمعية المبرات الخيرية” التي تتوزّع بين مؤسسات لرعاية الأيتام ومدارس ومؤسسات صحية”. لكن ما السبب الرئيسي للعقوبة؟ “لا نريد أن نحكم على النوايا، سننتظر ما ستؤول إليه الأمور غداً، إن تم تسليمنا الوقود أم أنّ الحجر علينا سيكون تامّاً”. وهل للأزمة حلّ مع بداية الأسبوع؟ يشير فضل الله إلى أنّه “تلقينا وعداً من وزيرة الطاقة والمياه ندى البستاني وممثلي محطات المحروقات في لبنان لتسهيل الأمور غداً الاثنين”، متمنّياً عليهم أن “ينظروا نظرة إنسانية للمواطن اللبناني الذي يُسحق على أكثر من صعيد، ولئلّا نساهم في سحقه أكثر بمعيشته، بخاصّةٍ سائقي الأجرة والأفران وسكان الجبال الذين يحتاجون الوقود للتدفئة”. وكانت أكدت محطات الأيتام، في بيان، الجمعة، أنّه “انطلاقاً من المصداقية التي عوّدتكم عليها محطات الأيتام، وحيث إنّها عضو في نقابة أصحاب المحطات، فقد التزمت بالإضراب الذي قررته النقابة هذا اليوم. لكنها، وبعد أن لمست معاناة أهلها في ربوع الوطن والنقص الحاصل في تأمين المحروقات، لن تقف مكتوفة اليدين موقف المتفرج أمامهم وهي التي حملت همومهم في كل الظروف، على الرغم من الخسارة التي لحقت وستلحق بها جرّاء دفع جزء من ثمن المحروقات للشركات بالدولار في حين أنّها تبيعها بالليرة اللبنانية. وعليه، فإنها اجتمعت مجدداً مع نقابة أصحاب المحطات وأبلغتها بقرارها إعادة فتح المحطات ابتداءً من الليلة لتكون بخدمة أهلها مستمرة بالبيع حتى نفاد المخزون من خزاناتها متحملة الخسارة الحاصلة نتيجة ذلك.