شراء 100 دونم في إبل القمح لإقامة المطمر ؟!!
في لقاء حواري أجرته مجلة “شؤون جنوبية” مع رئيس اتحاد بلديات بنت جبيل المهندس عطالله شعيتو، ذُكر
أنه نتيجة تداخل البلدات والقرى في منطقة بنت جبيل ومرجعيون وكذلك عمل الاتحادات البلدية من اتحاد جبل عامل واتحاد بلديات القلعة واتحاد بلديات بنت جبيل من ناحية مشكلات النفايات، أشار شعيتو إلى وجود ثلاثة معامل لمعالجة النفايات في شقرا، عيترون وبنت جبيل. لكنها لا تلبي حاجة المنطقة كما أنها يمكن أنها لا تعمل بكامل طاقتها.
وأضاف: هناك اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لبناء معمل معالجة للنفايات بقيمة 3 مليون يورو، لكن المشكلة أن أياً من البلديات في المنطقة لم يوافق على إقامة مطمر صحي في أراضي البلدية، لذلك نحن بصدد شراء 100 دونم في منطقة إبل القمح (كانت عقارياً تتبع الخيام) قرب الحدود مع فلسطين المحتلة لإقامة المعمل المذكور وإقامة محطات ترحيل تجمع في كل منها نفايات 5 – 7 بلديات يتم نقلها كل يومين إلى المعمل المذكور كما هو مخطط.
وعن آلية عمل المعمل المذكور شرح شعيتو: سيعمل المعمل بداية على فرز النفايات ثم معالجة العضوي منها وطمر العوادم في مطمر قرب المعمل المزمع إقامته.
ومتى سيقام المعمل؟
أجاب شعيتو: أعتقد ليس قبل 3 أعوام.
وعن الوضع الحالي أجاب: كل بلدية لديها مكبها الخاص الذي تطمر فيه النفايات أو تحرقها.
وأوضح المهندس في اتحاد بلديات بنت جبيل د.محمود فرحات أن 15 بلدية هي عضوات في الاتحاد وأن كمية النفايات المنتجة في البلدات المذكورة هي 75 طن يومياً في الشتاء ويضاف إليها 25% في الصيف.
وأضاف: تعمل في المنطقة ثلاثة معامل، بنسبة ما.
– معمل بنت جبيل يستقبل نفايات بنت جبيل فقط ويفرز النفايات ويجري تخمير هوائي للنفايات العضوية.
– اما معمل عيترون فيستقبل نفايات عيترون، بليدا وحانين حيث يتم فرزها وإجراء تسبيخ للمواد العضوية في براميل،
– وهذا يجري أيضاً في معمل شقرا الذي يستقبل نحو 7 طناً يومياً، من بلدة شقرا فقط.
وتواجه هذه المعامل مشكلة العوادم التي تصل إلى أكثر من 40% من كميات النفايات المجموعة.
وأوضح فرحات أن هناك مشكلة عدم الفرز المنزلي وأن عملية الجمع تتم لكل النفايات وأضاف: كانت هناك محاولات خجولة للفرز من المصدر، لكن هذه المحاولات سرعان ما انتهت. إنها مسألة ثقافة ووعي عند الناس وهذا غير متوفر حالياً.
وماذا عن بقية البلديات؟ أجاب فرحات باقي البلديات تستخدم مكبات عشوائية في الهواء الطلق، وبعضها يلجأ إلى الحرق وآخر إلى الطمر العشوائي.
وعن مشروع الاتحاد الأوروبي، قال: نعم هناك مشروع معمل بين الاتحادات البلدية الثلاثة ووزراء البيئة ويقال أنه سيبصر النور قريباً لكنني لا أعرف مكانه الجغرافي. وأعتقد إذا لم تستخدم تقنية التفكك الحراري تبقى لدينا مشكلة العوادم.
وعند سؤاله عن آلية التفكك الحراري إذا كانت المستخدمة في معمل حرق الدواليب في المنطقة ما بين عيترون وبرعشيت أجاب: نعم إنهم يحولون الدواليب إلى كربون أسود يعاد بيعه، إنه يحل مشكلة لكني لا أعرف الأثر البيئي لذلك.
على الطريق ما بين عيترون ووادي الحجير أشار أحد الناشطين إلى تلة مرتفعة وقال: هل تذكر هذه التلة.. إنها تلة 718 التي كان فيها مركز لقوات الاحتلال الإسرائيلي، الآن تحولت إلى حفرة كبيرة توضع فيها نفايات برعشيت حيث تحرق وتطمر.
وأضاف: هل تلحظ ذلك الهنغار تحت التلة؟ إنه فرامة دواليب تفرم الدواليب وتحرق لبيع كربونها والحصول على أسلاك النحاس، بدون أي دراسة بيئية للمشروع.
أدار وجهه إلى جهة الغرب وقال: وهناك المكب العشوائي لبلدة عيناتا إنه مقابل البئر الارتوازي الذي تشرب منه بلدة عيترون.
أما في عيترون فإن جمعية الشابات المسيحيات أقامت معمل فرز ومعالجة يستقبل نفايات عيترون وبليدا وحانين لكن لا أعلم ماذا يفعلون بالعوادم.
عن معمل شقرا، يلتفت بسرعة ويقول: لقد تحول إلى مكب للنفايات منذ زمن طويل.
* المصدر: مجلة “شؤون جنوبية” العدد 172 صيف 2019 – خيامكم