لماذا مستوطنة أفيفيم تحديداً ؟!

 

 

تتكاثر الأسئلة حول تصويب “حزب الله” على مستوطنة أفيفيم الحدودية بصاروخ مضاد للدبابات، رداً على استشهاد اثنين من عناصره في سوريا، والاستهداف الإسرائيلي للضاحية الجنوبية بطائرتين مسيرتين.

الخبير العسكري النائب الوليد سكرية رأى أن “الضربة التي نفذها “حزب الله” هي في منطقة تقع غربي بلدة مارون الراس في القرى المحتلة سنة 1948 وليس في منطقة مزارع شبعا اللبنانية، وبهذا يكون الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد وفى بوعده انه سيرّد من لبنان وفي الاراضي الفلسطينية المعترف بها دولياً ضمن ما يسمى دولة اسرائيل”.
ولفت سكرية في حديث لـ”النهار” الى ان “اسرائيل تخطت في الاسبوع الماضي قواعد الاشتباك المتوافق عليها منذ حرب تموز عام 2006 بحيث تعتبر عملية الضاحية اول عملية في عمق الاراضي اللبنانية بعد هذه الحرب”، مشيراً الى ان “عملية ارسال طائرات مفخخة الى الضاحية لم يكن القصد منها القيام باستهداف عسكري كبير انما عملية امنية محددة تستهدف اجتماعا او شخصية محددة او شقة لأن 5 كيلو غرام من المتفجرات لا يمكنها اسقاط مبنى او تدمير حي مثلاً”.

وأكد سكرية ان “المقاومة كانت ملزمة امام جمهورها واللبنانيين كما امام المجتمع الدولي بالرد اذ ارادت المحافظة على قواعد الاشتباك وقوة الردع لأن هذه القواعد كلفتنا حرباً كبيرة واي تغيير فيها هو مكلف بالدرجة الاولى على المقاومة وعلى اللبنانيين”، موضحاً ان “حزب الله” نجح في اعادة تثبيت هذه القواعد بغض النظر اذا اسقط قتلى او لم يسقط فبمجرد استهداف الية عسكرية داخل الاراضي الفلسطينية تكون عملية الرد قد نجحت”.

واعتبر سكرية ان “حزب الله” لا يريد التصعيد كما اسرائيل، و”هي لو كانت تريد حرباً لكانت احتلت جنوب سوريا منذ سنوات وفرضت منطقة عازلة وادخلت الناتو الاردنيين الى المنطقة، لكن اسرائيل تخشى الحرب وتداعياتها في الداخل وخصوصاً انها تعلم ان “حزب الله” اصبح بإمكانه ضرب العمق الاسرائيلي والعواقب عليها ستكون اكبر من العواقب على لبنان، اضافة الى ان اسرائيل تعلم ان بإمكان “حزب الله” الدخول برياً الى قرى الجليل واي دخول كهذا يعود ويفتح ملفات القضية الفلسطنية واحقيتها بإحتلال اراضي الجليل، ولهذا اكتفى الجيش الاسرائيلي بالرد بقليل من الفسفور على المناطق النائية وغير المأهولة”.

ولماذا أفيفيم؟، “كان يمكن للرد ان يكون في القرى من جهة الحولة او في المستوطنات المقابلة لعيتا الشعب، المهم أن يكون في مستعمرات الـ 1947 وليس في المناطق المتنازع عليها وربما الهدف كان اسهل في افيفيم فتم ضربه”.

الخبير العسكري الياس حنا، قال لـ”النهار” إن “الحزب يفهم تفاصيل المنطقة وطبيعتها ويراقب قدرات الجيش الإسرائيلي فيها. وهو بحث عن نقطة ضعف، قرابة وحدة اليونيفيل النيبالية. واختار منطقة يمكنه تنفيذ عملية سريعة فيها ومن دون تعقيدات”. وفي رأيه، “الظروف غير متوافرة لحرب كما في 2006، ولسنا ذاهبين إلى حرب شاملة”.

ومن جهته، يرى العميد المتقاعد أمين حطيط عبر “النهار” أن “الحزب كان دقيقا في اختيار الهدف وجغرافيته. وهو معني باعادة الانضباط لقواعد الاشتباك بعدما خرقت إسرائيل قاعدة عدم الاعتداء على مناطق مدنية أو على مناطق الحزب. فخرق حزب الله القاعدة الثانية، وهي الامتناع عن عمليات عسكرية عبر الحدود اللبنانية – الفلسطينية. وسدد ضربة عسكرية لإسرائيل على أرض غير متنازع عليها، ضمن فلسطين المحتلة بغية اعادة الانتظام لقواعد الاشتباك”. ويخلص الى أنه “لا إشارات لاندلاع حرب حتى الساعة. وأعاد رد الحزب الاعتبار لقواعد الاشتباك، محققا حماية لنفسه وللبنان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى