لماذا تخشى إسرائيل من امتلاك تركيا لمنظومة “أس400″؟

نشر موقع “عربي21” تقريراً كشفت فيه أنّ “صحيفة اسرائيلية تحدثت عن عدد من المخاوف الإسرائيلية الناجمة عن امتلاك تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان لمنظومة الدفاع الروسية “أس400″، مشددة على أن “هذه الصفقة تشعل ضوء تحذير في إسرائيل“.

ووفقاً لـ”عربي21″، فإنّ “صحيفة معاريف الإسرائيلية أوضحت في مقال لمعلقها للشؤون الأمنية الخبير يوسي ميلمان، أن تسليم أول بطاريات روسية من طراز “أس400” إلى تركيا، يشير إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يهتم بالولايات المتحدة ودول الناتو، التي فشلت في منع الصفقة”.

وذكرت الصحيفة أن “الصفقة يجب أن تؤدي إلى إطلاق ضوء تحذير في إسرائيل“، مؤكدة أن “إسرائيل لا يمكنها الوثوق بتركيا التي أصبحت في العقد الماضي حليفا استراتيجياً لمنافس عدائي (إيران)”.

ولفتت الصحيفة إلى أن “الخطر على إسرائيل لا يكمن في نقل تركيا للمنظومة الروسية التي تعد من بين الأفضل في العالم وتشكل تحديا للطائرات الأكثر تقدماً؛ بما في ذلك طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، أو معلومات عنها لدول أخرى مثل إيران“، مشيرة إلى أن “اتفاق شراء المنظومة يمنع نقلها إلى دولة ثالثة دون موافقة روسية”.

وأكدت “معاريف”، أن “الاستنتاجات التي يجب أن تستخلصها إسرائيل من بيع “أس 400” الروسية  إلى تركيا مضاعفة؛ فهي أولاً؛ سابقة، وروسيا ليس لديها عوائق كبيرة في تعزيز صناعاتها الدفاعية ومبيعات الأسلحة، وهي في هذا الجانب لا تختلف عن إسرائيل؛ التي قادت وزارة أمنها لسنوات سياسة تصدير السلاح العدوانية والمستعدة لبيع أي نظام سلاح تقريبا لأي مشتر، و لذلك يجب ألا نشكو من روسيا“.

وأضافت الصحيفة، بحسب “عربي21”: “مع ذلك، يجب على تل أبيب استيعاب حقيقة أنه على الرغم من التعاون والتنسيق مع الكرملين حول ما يحدث في سوريا، فإن تأثير إسرائيل على الاستراتيجية الروسية وسياستها السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط محدودة”.

ولم تستبعد الصحيفة قيام دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط، بـ”شراء بطاريات صواريخ مضادة للطائرات (أس400)، فكل من مصر والسعودية مهتمة بذلك في السنوات الأخيرة”.

ولفتت إلى أن “سوريا مؤخراً حصلت بالفعل على منظومة “أس300” رغم معارضة إسرائيل القوية”، منوهة إلى أن “وزارة الأمن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أكد أنه إذا لزم الأمر، فإن سلاح الجو الإسرائيلي سيعمل على تدمير هذه البطاريات”.

و”نتيجة للتعاون الوثيق بين إسرائيل واليونان واستجابة لانهيار التحالف مع تركيا“، قدرت “معاريف” أن اليونان، مكنت خبراء إسرائيليين من التعرف على قدرات منظومة “أس300″ الروسية التي تمتلكها منذ عقدين من الزمن، لتطوير طريقة فعالة في التعامل معها والتسلح ضدها، ومهاجمة البطاريات السورية”.

تجدر الإشارة، إلى أن إيران طلبت شراء منظومة “أس300” الروسية لـ”تحسين نظام الدفاع الجوي لديها خوفا من الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على منشآتها النووية، ووقعت اتفاقية مع روسيا ودفعت مقدما، لكن موسكو أوقفتها في النهاية”.

وأرجعت “معاريف”، قرار موسكو وقف الصفقة مع طهران، أنه “بسبب المصالح الروسية، وفي حال قررت موسكو في يوم من الأيام تغيير رأيها وتزويد إيرانبـ”أس300″ أو حتى “أس400″، فلن يساعد أي ضغط أو نداءات أمريكية”، موضحة أن “هناك من رأى أن قرار وقف الصفقة مع إيران كان استجابة للطلبات والضغوط التي مارستها واشنطن وتل أبيب على موسكو“.

وبناء على ما سبق، فهذا “يقودنا إلى الاستنتاج الثاني، أنه ينبغي على إسرائيلأن تستنتج من صفقة الأسلحة التركية الروسية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يتردد في القيام بتحركات في الشرق الأوسط من شأنها أن تضر بإسرائيل؛ كما حاول في الماضي إخراج قواته من سوريا“.

وأوضحت الصحيفة أن ترامب يعمل على “العكس تماما” من مقولة الرئيس الأميركي الأسبق تيودور روزفلت، “تحدث بهدوء وخذ عصا كبيرة”، مبينة أن ترامب “يتحدث بصراحة ولكنه يتصرف بطريقة تفوق سلوك سلفه باراك أوباما”.
وتابعت: “هدد ترامب كوريا الشمالية، ثم قابل زعيمها كيم جونغ أون واجتمع معه دون نتائج، وفرض عقوبات قاسية على إيران ولكنه مُنع من القيام بعمل عسكري ضدها، ويحاول تجديد المفاوضات معها”، مؤكدة أن “هناك عددا من الدول في المنطقة تدرك أن ترامب لا يمكن الاعتماد عليه”.

المصدر: عربي 21

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!