القصة الكاملة لغدير نواف الموسوي.. من مدللة أبيها إلى زوجة معنفة!
غدير التي وثقت ما حصل معها وشقيقتها في فيديو، تداولته وسائل الإعلام، ليست ابنة نائب كما يحاول البعض أن يطوّقها، هي امرأة ضحية، ضحية قوانين الأحوال الشخصية أولاً، وضحية محاكم مجحفة ثانياً، وضحية رجل لم يراعِ أي حدود لا لعشرة زواج سابقة ولا لأبوّة قدّمها إليه طفلاه من غدير!
الحدث الإعلامي الذي تمحور أمس حول النائب الموسوي، واقتحامه المخفر، واعتدائه على صهره السابق، همشّ نوعاً ما الضحية، فهناك من تعمّد التركيز على فائض القوة في اقتحام النائب للمخفر، دون أن يرى في العين الأخرى، دون أن يرى الصورة كاملة.
في مقلب آخر، هناك من فصّل الأمور، فرأى في الموسوي صورة أب، تصرّف بعاطفة، التصرف خاطئ طبعاً في مفهوم الدولة والقانون، ولكن الأبوة أحياناً تخرج عن المنطق، وهذا لا يشرّع لغة الغاب ولا الاستقواء، ولكنّه أيضاً يدعو لأن نرى المشهد من مختلف جوانبه، مشهد غدير هي في محوره وآلامها في كل زاوية منه.
طفلة يحبها والدها.. زوجة مغبونة
صديقة مقرّبة من غدير الموسوي، تحدثت لموقع لـ”لبنان 24″ عن معاناتها التي امتدت لسنوات مع زوج كان يعنفّها جسدياً ومعنوياً، وهذا ما أدّى إلى الطلاق.
تتوقف الصديقة خلال الحوار، عند خصوصية العلاقة بين غدير ووالدها، موضحةً أنّ غدير مريضة “سرطان” سابقة، ما أدّى إلى توطّد العلاقة بينها وبين النائب نواف الموسوي أثناء رحلة المرض والعلاج والانتصار، فالأب، الذي عايش هاجس الخوف على ابنته، بات “مهووساً” بها.
وتؤكد الصديقة أنّ الخلافات المتراكمة بين غدير وزوجها انفجرت بعد الانفصال، وتحديداً منذ 14 شهراً، وأنّ الأخير تعرّض لها خلال هذه المدة عدة مرات في الشارع، بينها مرة في منطقة بئر العبد، فيما استغل مرة أخرى عدم وجود أحد في المنزل ليرهبها.
النائب الموسوي بحسب الصديقة لم يستغل على الإطلاق حيثيته في هذا الملف، ولم يتصرف من موقع سلطوي أو يضغط، وإنّما ترك كلمة الفصل للقضاء.
الصديقة المتابعة للقضية بكل تفاصيلها، تشدد لموقعنا على أنّ حضانة الطفلين لم تكن لغدير كما يحاول البعض أن يروّج عبر مواقع التواصل، وإنّما الحضانة هي مع الوالد الذي سبق له أنّ حرم طليقته من رؤية طفليها لأكثر من 6 أشهر، لافتة في هذا السياق إلى أنّ النائب الموسوي لم يستخدم نفوذه في حينها، وأنّ من تحرك لتنفيذ قرار المحكمة هو مخفر حارة حريك.
الأطفال هم الضحية
المحامي نجيب فرحات، الناشط في ملفات الحضانة والأحوال الشخصية، يؤكّد من جهته لموقع “لبنان 24″، على ضرورة إيجاد حل نهائي لأولاد غدير كي لا يبقوا داخل هذه الدوامة، معتبراً أنّ الوالد الذي يقوم بهذه التصرفات غير جدير بالحضانة، وبالتالي فمن الطبيعي أن تكون الحضانة مع غدير، مع حق الوالد برؤية أولاده في وقت محدد وفق القانون ووفق الضمانات القانونية اللازمة.
وعند سؤاله عن المحاكم الجعفرية، ورحلتهم مع قوانينها، يوضح فرحات أنّهم ما زالوا في بداية الطريق، لافتاً إلى أنّ المعضلة الكبرى في مسألة الحضانة هي لدى الذكر، حيث يتم أخذ الطفل من والدته بعمر السنتين ولا يحق له الاختيار قبل بلوغه الـ14 عاماً، في السياق نفسه يشدد فرحات على أنّهم يعملون على “وجود قاعدة قانونية موحدة تطبقها المحاكم الشرعية لاسيما في ملف سن الحضانة، وذلك بما يراعي حاجة الطفل وضرورة بأن يكون مع والدته أطول فترة ممكنة”، متابعاً “ما زلنا في مسار طويل حتى في الملفات التي نصل فيها إلى اتفاق بين الوالدين نتفاجأ لاحقاً بأنّ الأب يطعن في هذه الاتفاقات، وبأنّ هناك قضاة يخوّلون لأنفسهم تعديل هذه الاتفاقات بما يستبيح الأمن ويخالف الشريعة”.
أما ما يتردد عن نشاط النائب الموسوي مؤخراً في ملفات المرأة، فيشير المحامي إلى أنّ “النائب الموسوي هو من أكثر النواب الناشطين في المجال التشريعي على مستوى اللجان، وعلى مستوى كل الاقتراحات وليس فقط المتعلقة بالمرأة”، لافتاً إلى أنّه “منذ مدة كان هناك ندوة حول الزواج المبكر ولم يبدِ الموسوي ممانعة وإنّما قال أنّهم ككتلة يبقون تحت سقف السلطة الدينية في هذه المواضيع”.
هذا وأوضح فرحات أنّ “هناك اقتراحات في مجلس النواب عن أصول المحاكمات بشكل عام، يتم التطرق فيها للحبس الإكراهي، وموضوع استعمال القوة في تسليم الأطفال، والموسوي كان من الناشطين في دراسة هذه الاقتراحات مع عودته إلى التشريع في المرحلة الأخيرة”.
هل فصل المتضامنون بين غدير ووالدها؟، يؤكد فرحات عند الإجابة عن هذا السؤال أنّ “أغلب التضامن مع غدير، لاسيما وأنّ الموسوي لم يتصرف كسياسي في هذا الملف، ولو تصرف لكانت الأمور حلّت منذ البداية، وعلى ما يبدو فإنّ الطرف الآخر قد استغل هذا الموضوع ليتمادى أكثر”.
مواقع التواصل تتضامن
قوبلت قصةّ غدير بتضامن واسع من إعلاميين وسياسيين وناشطين، فكتبت الإعلامية ديما صادق عبر حسابها الخاص على موقع “تويتر”: “مربك موضوع نواف الموسوي .النائب الحزبي المسلح لا يعنيني،لا بل يستدعي الإدانة .لكنني لا أستطيع الا ان اتضامن مع نواف الموسوي الأب، اتجاه فجور الذكورية في مجتمعاتنا. اليوم، حصل ان انتصر والد لابنته لانه قوي بقوة حزبه وسلطته،على أمل ان ينتصر القانون لكل أم تحرم من أطفالها ويتجبر”.
من جهته كتب الدكتور خلدون الشريف: “ما حصل مع غدير الموسوي يحصل كل يوم مع إناث مغمورات في مجتمع “يتسلبط” بذكوريته الظالمة الفوقية ليغطي الجانب الذكوري الإنساني الذي يقدم الأم على الأب كمصدر حنان و احتضان . هنيئًالغدير بنواف الموسوي ابًا لها، ولو كان أبوها مستضعفًا او ضعيفًا لفعل طليقها بحسب ما ظهر أكثر و أكثر”، مضيفاً: “الأجدر ان يكون الهاشتاغ #متضامن_مع_غدير_الموسوي لأن قضيتها هي قضية رأي عام بغض النظر عن كون أبيها نائبًا. نواف حمى ابنته التي تعرضت للإعتداء و لأنها هي القضية يكون التضامن معها انسانيًا واخلاقيًا و ليس سياسيًا لما تمثّله حالتها كحالة كثيرات من النساء اللبنانيات في مختلف المناطق”.
الصحافي في جريدة “الأخبار” حسن عليق، غرّد بدوره: “متضامن مع غدير نواف الموسوي وأولادها، في وجه تعسّف المؤسسة الدينية الشيعية اللبنانية بحق المرأة، المرأة المطلّقة خاصة، وأولاد المطلّقة. كل المؤسسات الدينية في لبنان، بلا استثناء، كغيرها من المؤسسات التابعة (وشبه التابعة) للدولة وللطبقة الحاكمة، هي مؤسسات فاسدة، لكن أداء المؤسسة الدينية الشيعية في مسألتي الطلاق والحضانة تحديداً هو الأسوأ بلا منازع. وأسوأ ما فيه رفض تلك المؤسسة الأخذ باجتهادات مُعتمدة في العراق وإيران تؤمّن للمراة والطفل بعض الحقوق التي تحرمهما منها المؤسسة الدينية الشيعية في لبنان. ولا حل لهذه الازمة الاجتماعية الآخذة بالتفاقم سوى بإخراج قضايا الأحوال الشخصية من سلطة المؤسسات الدينية”>