“حزب الله” مع الحريري.. سمنة وعسل؟

لا يبدو “حزب الله” في وارد الدخول في أي إشتباك داخلي محلي خلال المرحلة المقبلة، وهو يجد أنه حتى في القضايا الداخلية وغير الإستراتيجية بات له رأي وازن، لذلك وهو يتأهب للتصدي للقضايا الإقليمية وتطوراتها يصرّ على إبقاء الساحة السياسية الداخلية مستقرة إلى حدها الأقصى.

ووفق مصادر متابعة فإنه وإنطلاقاً من هذه الروحية، سعى الحزب منذ أسابيع قليلة إلى تخفيف الإحتقان الحكومي بين قطبي التسوية الرئاسية، عبر الطلب من حليفه “التيار الوطني الحرّ” عدم الذهاب إلى معركة سياسية كبيرة مع تيار “المستقبل” والتأكيد أنه يفضل الإستقرار الحكومي.

وأشارت المصادر إلى أن الحزب وجد في مرحلة سابقة أن الإتفاق مع الرئيس سعد الحريري لم يكن مجدياً خصوصاً في ظل علاقته غير المستقرة مع السعودية. فالحزب يشعر بأنه في حاجة إلى الشراكة مع من يمثل الجناح الإقليمي المعارض له من أجل الحفاظ على التوازنات الداخلية، وتالياً فإذا كان الحريري، إفتراضياً، غير مرضي عنه سعودياً فهذا يشكل قلقاً للحزب ولا يحقق له غايته من الشراكة.

لكن المصادر أكدت أن الأسابيع الأخيرة أظهرت للحزب أن الحريري يتمتع بما يكفي من غطاء سعودي، وليس كما كان يبدو سابقاً، وتالياً بات التمسك به وعدم الإشتباك معه حاجة مضاعفة لا غنى عنها.

ولفتت المصادر إلى أن الحزب ذهب بعيداً في قراره هذا، حتى أنه أبلغ القوى السنية في الثامن من آذار أنه ليس في وارد تكرار معركته ضدّ الحريري التي حصلت خلال تشكيل الحكومة والتي فرض خلالها تمثيلها بوزير.

وإعتبرت المصادر أن رغبة سنة الثامن من آذار أن يكون لهم حصة، ولو بسيطة، في التعيينات الإدارية، تصطدم إضافة إلى عدم حماس “التيار الوطني الحرّ” برفض الحزب خوض معركة كسر عضم مع الحريري في هذا الموضوع وإحراجه وتوتير الجو الحكومي معه.

وقالت المصادر إن فض الإشتباك والتوافق العام بين الحريري و”حزب الله” سيستمر إلى المدى المتوسط على أقل تقدير، حيث يعمل الحزب على إبعاد الخلافات السياسية عن المشهد الحكومي والتركيز على القضايا التشريعية والمعيشية التي لا يؤدي الخلاف حولها إلى توتير كبير للأجواء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى