غليان في المنطقة: الحرب واردة.. وحذرٌ لبناني
كتبت صحيفة “الجمهورية”: “غليان كامل في المنطقة، واستنفار عام على مستوى العالم بأسره، لمتابعة تسارع التطورات فيها وارتفاع منسوب التوتر بين الولايات المتحدة الاميركية وايران.
وانكبّ محللو أعمدة كبريات الصحف العالمية على قراءة حدث إسقاط ايران لطائرة الاستطلاع الاميركية، ولكن من دون ان تقترب مقارباتهم لهذا الحدث، من نافذة تطلّ على حقيقة ما يجري، والمسار الذي تسلكه المنطقة. فيما كشف ديبلوماسيون اوروبيون أنّ “طهران وجهت رسالة غير مباشرة الى واشنطن بأنها ستستمر في شن عمليات “مضايقة” للمصالح الاميركية عبر حلفائها ووكلائها في العراق واليمن، في حال استمر منعها من بيع نفطها، والكرة هنا في ملعب الرئيس الاميركي الذي عليه ان يشتري السلام”.
وسط ذلك، يبقى الوضع متأرجحاً بين حديث عن احتمالات مفتوحة وسيناريوهات حربية يندفع اليها صقور الحرب في واشنطن وطهران، وبين حديث عن مراوحة في التوتر من دون ان يبلغ حد الانفجار. ويبدو انّ فرضية المراوحة هي التي تتقدم وسط هذه الاجواء، يعزّز ذلك كلام لمسؤولين اميركيين بأنّ واشنطن ستبتلع حادث إسقاط الطائرة، اضافة الى انّ موقف الادارة الاميركية يشوبه نوع من عدم الوضوح، عبرت عنه التغريدات التصعيدية للرئيس الاميركي دونالد ترامب بعد اسقاط الطائرة، والتي عادت واصطدمت بمبادرته الى إلغاء عمل عسكري ضد اهداف في ايران قبل دقائق من موعده الذي كان مقرراً فجر امس الجمعة.
لبنان واكب هذه التطورات، مع تخوفات على المستوى الرسمي من تطورات دراماتيكية على مستوى المنطقة بأسرها في حال اشتعل فتيل التفجير.
وفي هذا السياق، يندرج تأكيد مرجع كبير بـ”أن المنطقة قد دخلت مدار التصعيد، وإن لم ينفجر الآن، فسينفجر في وقت لاحق، وبالتالي فإنّ احتمال ان يكون التصعيد محدوداً، او احتمال نشوب حرب مدمرة، هما احتمالان متساويان. وامّا لبنان وسط هذه التطورات، فينبغي عليه ان يحضّر نفسه لكل الاحتمالات، وما عليه في هذه الحال الا ان يفكر في احتواء التداعيات التي يمكن ان تترتب على اي تطورات قد تحصل ما بين الولايات المتحدة وايران”.